حققت شركة سابك العملاق السعودي للصناعات الأساسية تحولًا لافتًا في أدائها خلال الربع الثالث من العام الجاري حيث تحوّلت من الخسائر التي بلغت 2.88 مليار ريال في الفترة نفسها من العام الماضي إلى تحقيق أرباح صافية قدرها مليار ريال، لكن جاءت النتائج أقل من توقعات المحللين التي كانت عند 1.56 مليار ريال.
لكن على أساس ربعي شهدت أرباح شركة سابك تراجعًا ملحوظًا حيث انخفض صافي أرباحها بنسبة 54.1% في الربع الثالث من العام الجاري مقارنة بالربع الثاني، حيث تراجعت الأرباح من 2.18 مليار ريال في الربع الثاني إلى مليار ريال في الربع الثالث.
وأرجعت سابك في بيان لها على "تداول السعودية" تحولها إلى الربحية في الربع الثالث من هذا العام على أساس سنوي إلى عدة عوامل رئيسية، ومن أبرز هذه العوامل ارتفاع الدخل من العمليات بنحو 797 مليون ريال، والذي يُعزى بدوره إلى زيادة هامش الربح الإجمالي، وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف التشغيل إلا أن الأرباح دُعمت بمكاسب من بيع قطاع أعمال النماذج الوظيفية المتخصصة في إنتاج الألواح والأفلام البلاستيكية، بالإضافة إلى فروقات صرف العملات الإيجابية من عام 2024.
ويرجع ذلك إلى انخفاض إجمالي خسائر العمليات غير المستمرة بقرابة 3.3 مليار ريال، والتي تعود بشكل رئيسي لتقدير القيمة العادلة للشركة السعودية للحديد والصلب (حديد) الناتجة عن تصنيفها كعمليات غير مستمرة لحين إقفال صفقة البيع المعلن عنها سابقًا.
كما ساهم في انخفاض تراجع دخل التمويل بمقدار 390 مليون ريال، ويعود السبب الرئيسي لهذا الانخفاض إلى إعادة تقييم المشتقات المالية لحقوق الملكية، وهي أصول غير نقدية بطبيعتها.
وخلال الأشهر التسع الأولى من العالم الجاري حققت شركة سابك تحولًا إيجابيًا في أدائها، حيث تحولت من تحقيق خسائر تبلغ 1.04 مليار ريال في الفترة المماثلة من العام الماضي إلى تحقيق أرباح صافية بلغت 3.43 مليار ريال.
وأعرب إياد غلام، رئيس أبحاث الأسهم في الأهلي المالية عن دهشته من نتائج أرباح شركة سابك للربع الثالث حيث كانت أقل بكثير من التوقعات، فبينما كانت التوقعات الداخلية للأهلي المالية تصل إلى 1.6 مليار ريال، وتوقعات المحللين بشكل عام تصل إلى 1.5 مليار ريال، ولم تتجاوز الأرباح الفعلية مليار ريال.
وأوضح غلام أن أرباح شركة سابك للربع الثالث تأثرت بوجود مصاريف غير متكررة، منها مصاريف مرتبطة بشركة "ألبا" بقيمة 300 مليون ريال، ومصاريف أخرى ناتجة عن إعادة تقييم بعض الأصول المالية، وأشار غلام إلى أنه بعد تعديل هذه المصاريف ستحقق سابك أرباح صافية قدرها 1.7 مليار ريال، وهو رقم يتجاوز التوقعات قليلاً.
وأكد غلام أن تعديل الأرباح لحساب المصاريف غير المتكررة قد أسفر عن نتائج أكثر واقعة ومتوقعة، وأشار إلى أن مبيعات الشركة جاءت جيدة ومماثلة لأداء شركات أخرى من نفس القطاع، مع تحقيق نمو بنسبة 4% في الكمية المباعة.
وأشار أن هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها شركة سابك عن تفاصيل حول كميات المبيعات الخاصة بها، مما يعتبر خطوة جديدة في اتجاه الشفافية.
وأكد إياد غلام أن الربع الرابع من العام الجاري سيشهد تغيرًا مهمًا في القوائم المالية لشركة سابك، حيث ستُستبعد منها نتائج عمليات شركة ألبا البحرينية.
وأضاف أن قطاع البتروكيماويات لا يزال يعاني من مجموعة من التحديات حيث من المتوقع أن تشهد تكاليف المواد الخام (اللقيم) ارتفاعًا خلال الربع الأخير من العام الجاري.