حذر مصرف "سيتي جروب" في تقريره الأخير من احتمال هبوط حاد في سعر البترول متوقعاً أن يصل متوسط سعر البرميل إلى 60 دولاراً بحلول عام 2025، وأرجع المصرف هذا التوقع إلى تزايد المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي على النفط، خاصة في ظل التباطؤ الاقتصادي المتوقع في العديد من الدول الصناعية الكبرى.
كما أشار التقرير إلى أن زيادة الإنتاج من خارج أوبك+، وخاصة من الولايات المتحدة، قد تساهم بشكل كبير في زيادة المعروض من النفط الخام في الأسواق العالمية، مما يضغط على الأسعار. وأكد المصرف أن هذا السيناريو المتشائم قد يتحقق إذا لم تتخذ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها قرارات حاسمة بخفض إنتاجهم من النفط بشكل أكبر.
وأعرب المقرض الأمريكي عن شكوكه في قدرة أسعار البترول على الحفاظ على مستوياتها الحالية، مشيراً في مذكرة صدرت مؤخراً إلى أن أي انتعاش في الأسعار قد يكون مؤقتاً، ورأى المقرض أن السوق قد تفقد ثقتها في قدرة تحالف أوبك+ على دعم سعر البرميل عند مستوى 70 دولاراً، خصوصاً إذا لم يتخذ التحالف قراراً بتمديد تخفيضات الإنتاج الحالية بشكل مفتوح.
وقد حذرت المذكرة من أن هبوط سعر خام برنت إلى مستوى 60 دولاراً للبرميل قد يشعل شرارة تراجع أكبر في الأسعار، مما قد يدفعها إلى الانخفاض بشكل حاد لتصل إلى 50 دولاراً للبرميل، وأرجعت المذكرة هذا التوقع إلى التحركات المالية المتوقعة في السوق والتي من شأنها أن تعزز من قوة البيع.
أشار مصرف سيتي جروب إلى أن التوترات الجيوسياسية كانت عاملاً مؤثراً في ارتفاع أسعار النفط مؤقتاً. ومع ذلك، فقد لاحظ المصرف أن السوق بدأت تتكيف مع هذه التوترات، حيث أصبحت ترى أن تأثيرها على المعروض أو الشحن ليس بالضرورة كبيراً كما كان يُعتقد سابقاً، ونتيجة لذلك، تحولت الارتدادات القصيرة الأجل في الأسعار إلى فرص لبيع النفط.
أوضح المصرف أن تجدد إنتاج النفط الليبي، إلى جانب التوقعات بأن التوترات الجارية في البلاد ستكون قصيرة الأجل في ظل غياب أعمال عدائية واسعة النطاق، قد شجع بعض المتداولين على زيادة مراهناتهم على هبوط أسعار النفط، وذلك من خلال بيع النفط على المكشوف.
نصح المصرف المستثمرين ببيع البترول عندما يصل سعر برميل برنت إلى مستوى 80 دولاراً، وذلك نظراً للظروف السوقية الحالية التي تشير إلى أن هذا المستوى قد يكون سقفاً مؤقتاً للأسعار.