شهدت أسواق النفط العالمية تراجعًا حادًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، حيث عمقت من خسائرها التي تكبدتها في الجلسة السابقة.
ويعزى هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية المتداخلة أهمها مخاوف تباطؤ الاقتصاد الصيني بعد نموه بأقل من المتوقع في الربع الثاني، وهذا التباطؤ يثير مخاوف بشأن ضعف الطلب على النفط في أكبر مستهلك للطاقة في العالم، مما يؤثر سلبًا على أسعاره.
وبالإضافة إلى ذلك فعلى الرغم من التصريحات الإيجابية لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول بشأن مسار أسعار الفائدة، إلا أن المستثمرين لا يزالون قلقين بشأن الآثار المحتملة لرفع أسعار الفائدة على النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي على الطلب على النفط.
وقد تراجعت أسعار خام برنت القياسي بنسبة 0.31% في بداية تعاملات اليوم، لتصل إلى 84.59 دولار للبرميل، ويعكس هذا الانخفاض استمرار الضغوط على أسعار النفط العالمية، والتي تعود إلى الأسباب الرئيسية للتراجع مثل مخاوف الركود، وزيادة المعروض، وغيرها.
كما تراجعت أسعار عقود خام نايمكس الأمريكي تسليم أغسطس بنسبة 0.38% في بداية تعاملات اليوم لتصل إلى 81.60 دولار للبرميل.
وجاء ذلك بعد صدور بيانات صينية رسمية البارحة، حيث أظهرت نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 4.7 على أساس سنوي بالربع الثاني، بعد نمو 5.3% في الربع الأول، مقابل توقعات بالارتفاع 5.1% خلال الفترة نفسها.
هذا الأمر أثار مخاوف للمستثمرين تجاه تباطؤ ثاني أكبر اقتصادات العالم، وبالتالي تراجع طلب الصين على النفط بالأخص في ظل ضعف الطلب الحالي في البلاد.
وقد أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على ضرورة التحلي بالصبر في مواجهة التضخم، مشيرًا إلى أن المصرف المركزي لن ينظر حتى يصل التضخم إلى هدفه البلغ 2% لبدء تخفيف السياسة النقدية، وقد جاءت هذه التصريحات خلال كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي بواشنطن، حيث شدد على التأثيرات المتأخرة لسياسة الفائدة، محذرًا من مغبة التسرع في اتخاذ قرارات تخفف من الضغوط التضخمية.