شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً خلال جلسة التداول يوم الجمعة، لتمتد سلسلة مكاسبه إلى الأسبوع الثالث على التوالي. ويعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل متضافرة، أبرزها الآمال المتزايدة في أن يتخذ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قراراً بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. فمع تزايد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، يتجه المستثمرون بشكل متزايد نحو الأصول الآمنة مثل الذهب كتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق.
حيث ارتفع سعر الذهب تسليم فوري ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1%، أي ما يعادل 24.05 دولار، ليصل إلى 2480.84 دولار للأوقية، ويأتي هذا الارتفاع بعد أن لامس الذهب مستوى قياسياً جديداً عند 2499.49 دولار للأوقية، محطماً بذلك جميع الأرقام القياسية السابقة.
كما شهدت عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1.4%، أي ما يعادل 34.30 دولار، لتصل إلى 2526.7 دولار للأوقية عند الساعة 05:18 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء الدولار الأمريكي مقابل سلة من ست عملات رئيسية، انخفض بنسبة 0.15% ليصل إلى 102.81 نقطة. وبذلك، يتجه المؤشر لتسجيل خسائره للأسبوع الرابع على التوالي، مما يشير إلى تراجع قوة الدولار الأمريكي.
وقد أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن جامعة ميتشيجان استقراراً ملحوظاً في توقعات المستهلكين للتضخم في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس.
فقد سجلت توقعات التضخم للعام المقبل 2.9% للشهر الثاني على التوالي، في حين استقرت توقعات التضخم على المدى الطويل عند 3% للشهر الخامس على التوالي.
تراجع حاد في أسعار النفط
أما أسعار النفط العالمية فقد تراجعت تراجعاً حاداً في ختام تعاملات يوم الجمعة، مسجلة خسائر واضحة بعد أسبوع شهد تقلبات كبيرة. على الرغم من المؤشرات الإيجابية التي أشارت إلى تحسن في آفاق الاقتصاد الأمريكي، إلا أن المخاوف المتزايدة بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم، هيمنت على معنويات المستثمرين وأدت إلى هذا الانخفاض.
فقد شهدت عقود النفط الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر أكتوبر انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 2.50% لتصل إلى 79.01 دولار أمريكي للبرميل الواحد، وذلك بحلول الساعة 03:07 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
كما تراجعت عقود النفط الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم شهر سبتمبر تراجعاً ملحوظاً بنسبة 2.81%، أي ما يعادل انخفاضاً قدره 2.20 دولار أمريكي للبرميل الواحد.
وأثرت البيانات الاقتصادية الصينية المتضاربة التي صدرت خلال الأسبوع الجاري سلبًا على ثقة المستثمرين في قدرة الاقتصاد الصيني على التعافي بشكل كامل من آثار جائحة كورونا، هذا التشكك أدى إلى مخاوف من تباطؤ الطلب على النفط في الصين، والتي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأحد أكبر مستهلكي النفط.
هذا التراجع في أسعار النفط جاء على الرغم من تراجع المخاوف بشأن انزلاق الاقتصاد الأمريكي نحو الركود، والتي كانت قد تفاقمت بسبب دورة التشديد النقدي الحالية وأدت إلى اضطرابات كبيرة في الأسواق العالمية في بداية شهر أغسطس. ومع ذلك، شهدت هذه المخاوف تراجعًا ملحوظًا خلال الأسبوعين الماضيين بدعم من سلسلة من البيانات الاقتصادية الإيجابية.