تسود الأسواق العالمية حالة من القلق مع بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تتصاعد المنافسة بشكل حاد بين الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الحالية والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وفي ظل هذه الأجواء يتوخى المتداولون الحذر ويقللون من المخاطر، مستعدين لمواجهة مزيد من التقلبات في الأسواق.
وتترقب الأسواق العالمية نتائج الانتخابات الأمريكية بحذر شديد، لا سيما فيما يتعلق بالسيطرة على الكونجرس، ففوز أحد الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي قد يؤدي إلى تحولات جوهرية في السياسات المالية، بما في ذلك زيادة أو تقليص الإنفاق الحكومي، وإجراء إصلاحات واسعة النطاق في النظام الضريبي.
وتزامن الانتخابات مع فترة الإعلان عن نتائج الشركات، بالإضافة إلى انتظار قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
ستمتد تداعيات هذه الانتخابات لتشمل الأسواق العالمية كافة، بما في ذلك أسواق المنطقة، مما سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في المشهد الاقتصادي والاستثماري.
أسعار الفائدة
وإلى جانب الانتخابات تتهيأ وول ستريت لاستقبال قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة الذي من المقرر أن يٌعلن يوم الخميس.
وتشير أداة FedWatch الصادرة عن مجموعة CME إلى توقعات قوية بقيام البنك المركزي بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه المقبل، وذلك بعد خفض سابق بنصف نقطة مئوية في شهر سبتمبر الماضي.
تراجع عوائد سندات الخزانة وانخفاض الدولار
شهدت عوائد سندات الخزانة انخفاضًا ملحوظًا كما انخفض الدولار، وذلك في ظل تقليل المستثمرين من رهاناتهم على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وقد جاء هذا التراجع بعد صدور استطلاعات جديدة أظهرت تقدم الديمقراطية كامالا هاريس في عدد من الولايات المتأرجحة.
وأدت هذه التوقعات إلى تحولات ملحوظة في الأسواق العالمية، حيث انخفض مؤشر الدولار الأمريكي، بينما شهدت عملات الأسواق الناشئة مثل البيزو المكسيكي واليوان الصيني ارتفاعًا في قيمتها.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ساهمت توقعات المستثمرين بشأن السياسات الاقتصادية لدونالد ترامب التي تتضمن تخفيضات ضريبية ورفع التعريفات الجمركية، في تعزيز قوة الدولار وزيادة عوائد السندات.
ومع اقتراب موعد إعلان نتائج الانتخابات، بدأ المتداولون في تقليل مراكزهم وتخفيف المخاطر، وذلك تحضيرًا لاي تقلبات قد تطرأ على السوق.
العملات المشفرة
تشهد أسعار العملات المشفرة تباينًا ملحوظًا قبيل الانتخابات الأمريكية، حيث يتزامن تراجع أداء البيتكوين مع تقلص الفارق بين احتمالات فوز مرشحي الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب المعروف بدعمه للعملات المشفرة، ومنافسته كامالا هاريس.
وتزايدت المخاطر في سوق الأصول المشفرة في ظل حالة عدم اليقين التي تكتنف الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى انتظار نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في 6 و7 نوفمبر، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يقوم البنك المركزي بتخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال هذا الاجتماع.
فوز هاريس يعزز الين الياباني
يساهم انتصار كامالا هاريس في الانتخابات الامريكية في تعزيز قيمة الين الياباني من خلال تقليص الفجوة في العوائد بين الولايات المتحدة واليابان، مما يساهم في دعم العملة اليابانية بشكل ملحوظ.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن يسهم فوز دونالد ترامب في تعزيز سوق الأسهم اليابانية، وذلك بفضل السياسات التي يُتوقع أن يتبناها مثل خفض الضرائب وتخفيف القيود المفروضة على الأعمال، ومع ذلك قد يؤدي ذلك أيضًا إلى زيادة الضغوط على الين، مما قد يدفعه نحو التراجع.
وتشكل الخطط التي وضعها ترامب لفرض تعريفات جديدة على الشركاء التجاريين، وبالأخص الصين تحديًا كبيرًا للاقتصاد الياباني، حيث أن اليابان تعتمد بشكل كبير على الصين كسوق رئيسي لصادراتها، وبالتالي فإن أي تصعيد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يؤثر سلبًا على الصادرات اليابانية.
سهم ترامب ميديا
يشهد سهم ترامب ميديا تقلبات ملحوظة في ظل انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث ينظر إليه المتداولون كعلامة غير مباشرة على احتمالات نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب في هذه الانتخابات.
تتولى الشركة إدارة منصة التواصل الاجتماعي المعروفة باسم "Truth Social" التي قامت مؤخرًا بإطلاق خدمة بث جديدة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شهد سهم تروث سوشيال ارتفاعًا ملحوظًا وذلك بالتزامن مع زيادة فرص فوز دونالد ترامب وفقًا لمواقع المراهنات الانتخابات Polymarket حيث بلغت نسبة احتمال فوزه حوالي 67%.
وأعلنت الشركة عن نتائج مخيبة للآمال للربع الثاني من العام الجاري، حيث سجلت خسائر قدرها 16.4 مليون دولار، في حين بلغت إيراداتها المتواضعة 837 ألف دولار فقط، وتأتي هذه النتائج على الرغم من تقييم السوق للشركة بحوالي 6 مليارات دولار.
تأثير فوز أحد المرشحين على الاقتصاد
يعتمد تأثير الانتخابات الأمريكية على الاقتصاد على عدة عوامل بما في ذلك نتائج الانتخابات والسياسات التي سيتبناها الفائز، وإليك بعض السيناريوهات المحتملة:
- إذا فاز الديمقراطيون قد تشهد زيادة في الإنفاق الحكومي على برامج الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية، مما قد يعزز النمو الاقتصادي على المدى القصير، ومع ذلك قد تؤدي السياسات الضريبية الأكثر تشددًا إلى زيادة الضغط على الشركات.
- إذا فاز الجمهوريون فقد يتم التركيز على خفض الضرائب، وتقليل التنظيمات مما قد يشجع الاستثمار والنمو الاقتصادي، ومع ذلك قد يؤدي تقليص الإنفاق الحكومي إلى تباطؤ في بعض القطاعات.
- قد تتأثر الأسواق المالية بشكل كبير بنتائج الانتخابات في حال الفوز المفاجئ أو السياسات غير المتوقعة، حيث قد نشهد تقلبات في الأسواق.
- ستظل قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة مرتبطة بالبيئة الاقتصادية، وقد تتأثر بتوجهات الحكومة الجديدة.
- قد تؤثر السياسات التجارية على العلاقات مع الدول الأخرى، مما يمكن أن يؤثر على الاقتصاد بشكل عامًا.