تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له في 7 أشهر خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدعومًا بتزايد التوقعات بأن يشرع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تخفيف سياسته النقدية من خلال خفض أسعار الفائدة اعتبارًا من الشهر المقبل.
وتأتي هذه التطورات وسط ترقب كبير لتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، المقررة يوم الجمعة، والتي من المتوقع أن تلقي بظلالها على مسار أسعار الفائدة وتوجهات السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
ويرى المحللون الاقتصاديون أن تراجع الدولار يعكس تراجع جاذبية الأصول الأمريكية المقومة بالدولار في ظل توقعات بتخفيف الضغوط التضخمية وارتفاع أسعار الفائدة، مما يشجع المستثمرين على تحويل استثماراتهم إلى أسواق أخرى ذات عوائد أعلى.
وقد شهدت أسواق العملات العالمية زخمًا إيجابيًا اليوم، حيث ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى له خلال العام الجاري بدعم من تراجع الدولار، كما استقر الجنيه الإسترليني قرب ذروة شهرية، فيما حقق مؤشر عملات الأسواق الناشئة مستوى قياسيًا جديدًا. هذه التحركات الإيجابية تعكس تحولًا في معنويات المستثمرين وتشير إلى زيادة الطلب على العملات البديلة للدولار.
كما شهد الين الياباني ارتفاعًا طفيفًا، حيث صعد إلى مستوى 146.50 مقابل الدولار الأمريكي. وعلى الرغم من هذا الارتفاع، لا يزال الين قريبًا من أعلى مستوى سجله خلال أسبوعين، إلا أنه يظل بعيدًا عن الذروة التي حققها في بداية شهر أغسطس والتي بلغت 141.675.
وشهد اليورو اليوم الثلاثاء قفزة جديدة، حيث بلغ 1.1080 دولار أمريكي في أحدث التعاملات. هذا الارتفاع يمثل أعلى مستوى يسجله اليورو منذ 28 ديسمبر الماضي، متجاوزًا حاجز 1.108775 دولار في بداية الجلسة، وبذلك، يكون اليورو قد حقق زيادة قوية بلغت 2.4% خلال الشهر الجاري، مسجلًا أفضل أداء شهري له منذ نوفمبر الماضي.
واستقر الجنيه الإسترليني استقرارًا نسبيًا في التعاملات المبكرة اليوم، حيث توقف عند مستوى 1.2985 دولار أمريكي. يأتي هذا بعد أن سجل أعلى مستوى له خلال الشهر الماضي عند 1.2998 دولار في الجلسة السابقة.
وقد تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس قوته مقابل سلة من العملات الرئيسية، تراجعًا حادًا اليوم الثلاثاء، واقترب من أدنى مستوى له منذ بداية العام، فقد انخفض المؤشر بأكثر من 2% خلال شهر أغسطس الجاري، مما يشير إلى استمرار اتجاهه الهبوطي للشهر الثاني على التوالي.
أما الدولار الأسترالي فقد انخفض انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.12% ليصل إلى مستوى 0.6725 دولار أمريكي. في المقابل، حافظ الدولار النيوزيلندي على استقراره تقريبًا عند مستوى 0.61135 دولار.