سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً حاداً يوم الأربعاء، وذلك في ظل التطورات الأخيرة في السياسة النقدية الأمريكية. فقد قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي تخفيض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 2020، مما أدى إلى تراجع الدولار الأمريكي وزيادة الطلب على الذهب.
ففي خطوة مفاجئة، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، متجاوزاً بذلك التوقعات التي كانت تشير إلى تخفيض أقل. يأتي هذا القرار الأول من نوعه منذ مارس 2020.
وفي أعقاب ذلك شهد الذهب ارتفاعاً قياسياً جديداً، حيث ارتفعت أسعاره بنسبة 1% أو 25.8 دولاراً في المعاملات الفورية لتصل إلى 2595.3 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 19:28 بتوقيت غرينتش، متجاوزة بذلك أعلى مستوى سجله سابقاً يوم الاثنين.
كما واصلت العقود الآجلة للذهب الأميركي صعودها، حيث ارتفعت بمقدار 18.8 دولاراً، لتصل إلى 2611.2 دولاراً، مما يعزز التوقعات بزيادة الطلب على المعدن الأصفر.
وفي تفاعل مع قرار الفيدرالي الأخير انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.54%، متراجعاً إلى مستوى 100.029 نقطة.
ومن الجدير بالذكر أن انخفاض أسعار الفائدة والاضطرابات السياسية تساهم في زيادة الإقبال على الاستثمار في الذهب، وبالأخص في ظل غياب عوائد أخرى.
وأشار بيان الاحتياطي الفيدرالي إلى استمرار نمو الاقتصاد بوتيرة ثابتة، مع تباطؤ في وتيرة خلق الوظائف وارتفاع طفيف في معدل البطالة.
وعلى الرغم من ذلك، أكد البيان أن التضخم لا يزال أعلى من المستوى المستهدف، مشيراً إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود للوصول إلى هدف التضخم البالغ 2%.
وقد أكدت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سعيها الدؤوب لتحقيق أقصى قدر من التشغيل وهدف التضخم البالغ 2% على المدى الطويل، وأعربت اللجنة عن ثقتها المتزايدة في تحرك التضخم نحو المستوى المستهدف، مع الإشارة إلى أن المخاطر التي تواجه الاقتصاد الأمريكي متوازنة بشكل عام، ومع ذلك، حذرت اللجنة من وجود حالة من عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية المستقبلية.