شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً اليوم الخميس، مدفوعةً بعدة عوامل متضافرة. فمن جهة، عززت أحدث بيانات عن التضخم في الولايات المتحدة التوقعات بأن يسير مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، ومن جهة أخرى، دفعت المخاوف المتزايدة بشأن انخفاض إمدادات البلاديوم من روسيا أسعاره لتتجاوز حاجز الألف دولار، مما ساهم في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن للاستثمار.
فبحلول الساعة 11:07 صباحاً بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 2513.78 دولار للأونصة، ويعزى هذا الارتفاع إلى تجاوز مؤشر متوسط الأسعار على مدى 21 يومًا حاجز 2505 دولار، مما يدل على قوة الطلب على المعدن الأصفر واستقرار أسعاره.
حيث أظهرت بيانات أمس الأربعاء، ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية على نحو طفيف في أغسطس / آب لكن التضخم الأساسي أظهر بعض الثبات، وهذا ما قد يؤدي إلى خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة 25 نقطة أساس فقط في اجتماعه المقبل.
وتترقب الأسواق العالمية بلهفة صدور تقريري مؤشر أسعار المنتجين وعدد المتقدمين بطلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة اليوم الخميس. يأتي هذا الترقب الشديد رغبة في استقاء مؤشرات جديدة حول التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية الأمريكية، والتي تؤثر بشكل مباشر على أداء الأسواق العالمية.
وشهد البلاديوم ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1.1% ليصل إلى 1019.75 دولار للأونصة، مسجلاً أعلى مستوى له منذ الثامن من يوليو. ويعزى هذا الارتفاع إلى المخاوف المتزايدة بشأن نقص الإمدادات العالمية، والتي تفاقمت بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إمكانية تقليص صادرات روسيا من اليورانيوم والتيتانيوم والنيكل رداً على العقوبات الغربية.
يعتقد نيتيش شاه، المحلل الاستراتيجي للسلع الأولية في شركة ويسدوم تري، أن سوق البلاديوم يشهد بوادر ارتفاع قريب. رغم أن الرئيس بوتين لم يذكر البلاديوم صراحة، إلا أن ارتباطه الوثيق بإنتاج النيكل الروسي يجعل أي قيود على صادرات النيكل تؤثر سلبًا على إنتاج البلاديوم وتفاقم العجز القائم في سوقه.
تتصدر شركة نورنيكل الروسية قائمة أكبر منتجي البلاديوم على مستوى العالم، حيث تمتلك حصة سوقية تبلغ 4%. كما أنها تعتبر من اللاعبين الرئيسيين في سوق البلاتين بحصة سوقية تصل إلى 12%.
تتوقع شركة هيرايس أن يشهد سوق البلاديوم عجزًا كبيرًا هذا العام، حيث من المتوقع أن يصل إلى 450 ألف أونصة.
وشهد معدن الفضة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 28.72 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 955.30 دولارًا.