التداول و الاستثمار في الأسهم الأمريكية

يُعرف التداول والاستثمار في الأسهم الأمريكية بأنها طرق للمشاركة في سوق الأسهم بهدف تحقيق أرباح، لكن تختلف كلتا الطريقتين عن بعضهما البعض حيث يشير التداول إلى شراء وبيع الأسهم باستمرار لتحقيق أرباح قصيرة الأجل، أما الاستثمار فهو يعني الاحتفاظ بالأسهم لمدة طويلة للاستفادة من نموها وبالتالي تحقيق الربح، وبعبارات واضحة ما هي مزايا وعيوب سوق الأسهم الأمريكية؟ وكيفية شراء الأسهم والتداول، أو الاستثمار بها؟

ما هو التداول والاستثمار في الأسهم الأمريكية؟

يشير مصطلح التداول والاستثمار في الأسهم الأمريكية إلى الأنشطة التي تتضمن بيع، وشراء الأسهم في سوق الأسهم الأمريكية، حيث يمثّل كل سهم حصة ملكية في شركة متداولة علنًا، ويحقق التداول، أو الاستثمار في الأسهم إمكانية المشاركة في السوق للربح من تقلبات الأسعار، أو تحقيق الربح طويل الأجل، لكن هنا يأتي سؤال هو ما الفرق بين كلمتي التداول والاستثمار؟

التداول

يشير التداول إلى تكرار شراء وبيع الأسهم بهدف تحقيق أرباح تسمى أربحًا قصيرة الأجل، وفي سبيل ذلك يحلل المتداولون أنماط أسعار الأسهم، والمؤشرات الفنية، واتجاهات السوق لتحديد فرص الشراء بسعر منخفض، ثم البيع بسعر مرتفع، لذلك يستخدم المتداولون استراتيجيات مثل التداول اليومي، أو التداول المتأرجح، أو تداول الزخم للاستفادة من تحركات الأسعار على المدى القصير.

الاستثمار

أما الأستثمار في الأسهم الأمريكية فهو نهج طويل الأجل يستخدمه المستثمرون لشراء الأسهم والاحتفاظ بها لفترات طويلة، ويركز المستثمرون للقيام بذلك على التحليل الأساسي للشركات، وتقييم قوتها المالية، واحتمالية نموها مع مرور الوقت، ومزاياها التنافسية، وجودة إدارتها، وكل ذلك من أجل تحقيق الهدف من الاستثمار الذي يتمثل في الاستفادة من الارتفاع المحتمل لأسعار الأسهم بمرور الزمن، بالإضافة إلى تحقيق الأرباح الموزعة من قبل الشركات المحققة للأرباح.

إذًا يتطلب التداول مشاركة مستمرة نشطة واتخاذ قرارات سريعة وقدرة أكبر على تحمل المخاطر، بينما يحتاج الاستثمار نهجًا طويل الأجل للتركيز على النمو والأرباح المستقبلية، لهذا من المهم على الراغبين في التداول والاستثمار في الأسهم الأمريكية تقييم أهدافهم المالية، وقدرتهم على تحمل المخاطر قبل اتخاذهم القرار بالتداول، أو الاستثمار في الأسهم الأمريكية.

مزايا التداول والاستثمار في الأسهم الأمريكية

يوفر التداول والاستثمار في الأسهم مزايا عديدة منها:

الوصول إلى مجموعة كبيرة من الشركات

يعد سوق الأسهم الأمريكية من أكبر أسواق العالم وأكثرها تنوعًا، وهو يوفر وصولًا إلى مجموعة متنوعة من الشركات من مختلف القطاعات والصناعات، ويتيح ذلك للمتداولين، والمستثمرين الاختيار من بين مجموعة كبيرة من فرص الاستثمار، وبالتالي تنويع محافظهم الاستثمارية بما يتوافق مع استراتيجيتهم المحددة.

إمكانية زيادة رأس المال

يوفر كل من التداول والاستثمار سوق الأسهم الأمريكية إمكانية زيادة راس المال عبر شراء الأسهم بسعر منخفض وبيعها عندما يرتفع سعرها، فهذا من جهة يحقق للمتداولين أرباح قصيرة الأجل ومن جهة أخرى يحقق للمستثمرين أرباح طويلة الأجل تأتي من زيادة قيمة أسهمهم مع مرور الزمن.

تحقيق الدخل من توزيعات الأرباح

توزع العديد من الشركات الأمريكية نسبًا من الأرباح على مساهميها وهذا قد يوفر دخلًا ثابتًا للمستثمرين، وهذا يمكن أن يكون بمثابة ميزة جذابة للمستثمرين الذين يركزون ع تحقيق الدخل المستمر.

السيولة وكفاءة السوق

يمتاز سوق الأسهم الأمريكية بالسيولة العالية التي تشير إلى الحجم الكبير من النشاط التداولي فيه، وهذا كله يسهّل شراء وبيع الأسهم بسرعة، كما أنّ توفر بيانات السوق الشاملة، وأدوات البحث، والتحليل يساعد على تعزيز اتخاذ القرارات، وتحقيق الشفافية في المعاملات.

التداول والاستثمار من أي دولة

يتيح التداول والاستثمار في سوق الأسهم الأمريكية للأشخاص من جميع أنحاء العالم التعرف على الاقتصاد الأمريكي الذي يعد أكبر الاقتصادات، وأكثرها قوةً على مستوى العالم، وهذا يوفر للمستثمرين والمتداولين فوائد التنويع التي تقلل تعرضهم للمخاطر عند الاعتماد على سوق، أو بلد واحد.

التطورات التكنولوجية فيه

أتاحت التطورات التكنولوجية في سوق الأسهم الأمريكية للمتداولين، والمستثمرين إمكانية الوصول إلى منصات مبتكرة، وتطبيقات الهاتف المحمولة، مع الاستفادة من أدوات التداول، إذ تتيح هذه التقنيات إمكانية تنفيذ الأوامر بكفاءة، مع توفيرها لبيانات السوق في الوقت الفعلي، وسهولة مراقبة المحافظ.

سلبيات التداول والاستثمار في الأسهم الأمريكية

رغم أن التداول في الأسهم الأمريكية يوفر العديد من المزايا، إلا أنه ينطوي على جوانب سلبية لا بدا من مراعتها، فمن الضروري النظر في الجوانب السلبية المحتملة قبل التداول، أو الاستثمار في سوق الأسهم.

تقلبات السوق

قد يكون سوق الأسهم الأمريكية شديد التقلب مما يؤثر على الأسعار التي قد ترتفع أو تنخفض خلال أقل من أجزاء الثانية إذا يمكن أن تؤدي هذه التقلبات المفاجئة في السوق، وحركات الأسعار إلى تعريض المتداولين، والمستثمرين إلى خسائر كبيرة، و لتجنب هذه السلبية يجب استخدام استراتيجية دقيقة لإدارة المخاطر تساعد على تحمل تقلبات السوق في حال حدوثها.

صنع القرار بالعاطفة

يمكن أن تؤثر العواطف على قرارات التداول والاستثمار، حيث يمكن أن يقود الخوف، أو الطمع إلى تصرفات اندفاعية تؤدي إلى اتخاذ قرارات استثمارية ضعيفة، لهذا إن الانضباط العاطفي مع وضع منظور طويل الأمد هما أمران ضروريان للنجاح في سوق الأسهم الأمريكية.

يحتاج إلى التزام بالوقت

التداول والاستثمار في الأسهم الأمريكية يحتاج إلى التزامًا كبيرًا في الوقت إذا يحتاج المتداولون إلى البقاء على اطلاع دائم بأخبار السوق، ومراقبة تحركات الأسعار، وتنفيذ التداولات بسرعة، وقد يشكل هذا تحديًا للمتداولين الذين يمتلكون وقتًا محدودًا، أو لديهم التزامات أخرى.

تكاليف المعاملات

يتضمن تداول الأسهم تكاليف معاملات مثل رسوم الوساطة، والعمولات، ويمكن أن يؤدي التداول إلى تراكم تكاليف كبيرة والتي يمكن أن تنقص من الأرباح، أو تزيد من الخسائر، لهذا يجب على المستثمرين النظر إلى تكاليف المعاملات عند حساب الأرباح المحتملة.

افتقار السيطرة على العوامل الخارجية

بصفتك متداولًا، أو مستثمرًا فرديًا فلن يكون لديك سيطرة على العوامل الخارجية المؤثرة على أسعار الأسهم مثل الظروف الاقتصادية، أو الكوارث الطبيعية، أو الأحداث الجيوسياسية، أو التطورات الخاصة بالشركة إذ يمكن أن تكون تحركات السوق غير متوقعة وهذا يجعل من الصعب تحقيق النتائج المرجوة دائمًا.

مخاطر خسارة رأس المال

الاستثمار في سوق الأسهم الأمريكية يحمل دائمًا مخاطر خسارة رأس المال، وذلك لأن قيمة الأسهم قد تنخفض بسبب عوامل مختلفة بما في ذلك تراجع أداء الشركة، أو تراجع الصناعة، أو أي عامل مؤثر آخر، لهذا يُنصح دائمًا بتنويع الاستثمار، مع إجراء بحث شامل للتخفيف من المخاطر.

الاعتبارات القانونية

يتطلب الدخول في أنشطة التداول، والاستثمار في سوق الأسهم الأمريكية إلى الامتثال للوائح، والمتطلبات القانونية، إذ قد يؤدي عدم الامتثال لهذه القواعد إلى تعرضك لعقوبات، أو عواقب قانونية.

كيفية التداول والاستثمار في الأسهم الأمريكية

لبدء التداول والاستثمار في سوق الأسهم الأمريكية يجب اتباع الخطوات التالية:

ثقف نفسك

قبل أي خطوة تخطوها يجب أن تكتسب فهمًا قويًا لأساسيات التداول والاستثمار في الأسهم، إذا يجب التعرف على التحليل الأساسي، والفني، وديناميكيات السوق، وإدارة المخاطر، واستراتيجيات الاستثمار المختلفة، ولحسن حظك هناك العديد من الموارد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت، مثل الكتب، والدورات، كما يمكنك متابعة قسم الأكاديمية لدينا فهناك ستجد موارد تعليمية قيّمة للغاية.

حدد أهدافك المالية

في هذه الخطوة يجب أن تحدد أهدافك المالية مع وضع تحمل المخاطر في عين الاعتبار، فحدد إذا كنت تبحث عن مكاسب قصيرة الأجل عبر التداول، أو تطمح لربح طويل الأجل، هذا سيساعدك على تشكيل نهج التداول، أو الاستثمار الخاص بك.

اختيار شركة وساطة

ابحث عن شركة وساطة منظمة وقانونية ذات سمعة طيبة تساعدك للوصول إلى أسواق الأسهم الأمريكية، ولكن ضع في اعتبارك عدة عوامل قبل اختيار الوسيط المناسب لك مثل رسوم التداول، وحد الإيداع الأدنى للحساب، وأدوات التحليل والبحث، وسهولة الاستخدام، ودعم العملاء.

افتح حساب تداول أو استثمار

توفر شركات الوساطة أنواع عدة من الحسابات من ضمنها الحساب التجريبي الذي يمكنك من خلاله تجريب استراتيجيتك في التداول أو الاستثمار بمبالغ افتراضية، وبعد أن تجد نفسك أنك أصبحت جاهزًا للمخاطرة بأموالك الحقيقة افتح حساب حقيقي وابدأ التداول، والاستثمار في سوق الأسهم الأمريكية، ولفتح الحساب مع شركة الوساطة التي اخترتها يجب أن تقدم معلوماتك الشخصية، وسيُطلب منك التحقق من هويتك، ثم إضافة حساب تمويل لإجراء إيداع أولي.

تمويل حسابك

قم بتحويل الأموال إلى حساب التداول، أو الاستثمار الخاص بك وذلك بعد ربط حسابك المصرفي مع شركة الوساطة لتسهيل التحويلات، لكن تأكد من أنك تمتلك رأس مال كافٍ فائض عن حاجتك لتبية أهدافك التجارية، و الاستثمارية.

إنشاء خطة تداول أو استثمار

بعد تمويل حسابك يجب عليك إنشاء خطة تحدد نهجك التداولي،أو الاستثماري، وفي هذه الخطة يجب تحديد عوامل مثل الأسهم المستهدفة، واستراتيجيات الدخول والخروج، وتحمل المخاطر، وتحديد حجم المركز، والقدرة على الالتزام بالوقت، إذا توفر كل هذه الخطة انضباطًا في أنشطة التداول، أو الاستثمار الخاصة بك.

البحث عن الأسهم ثم تحليلها

بعد تحديد خطتك التداولية ابدأ بإجراء بحث شامل عن الأسهم الفردية، أو الصناديق المتداولة في البورصة التي تجد نفسك مهتمًا بها، ثم حلل البيانات المالية للشركة، واتجاهات الصناعة، والأخبار، وأي معلومات أخرى ذات صلة، كل هذا سيساعدك على اتخاذ قرارات مستنيرة عند اختيار الاسهم المراد تداولها، أو استثمارها.

تنفيذ الصفقات

باستخدام منصة التداول الخاصة بشركة الوساطة التي تتعامل معها ستتمكن من تنفيذ أوامر الشراء، أو البيع، ولكن يجب أن تتعلم أيضًا كيفية استخدام الأوامر الأخرى المتاحة مثل (أوامر السوق، أو التحديد) وكيفية استخدامها بفعالية، ولا تغفل عن تكاليف المعاملات مثل العمولات عند وضع الصفقات.

مراقبة وإدارة محفظتك

لم تنتهي مهتمك بمجرد شراء الأسهم بل أمامك مهمات أخرى يوميًا إذ يجب أن تبقى على اطلاع دائم باتجاهات السوق، والمؤشرات الاقتصادية، والتطورات في الشركات المستثمر بها، وتعلم باستمرار كيفية تحسين استراتيجيات التداول، أو الاستثمار للتكيف مع ظروف السوق المتغيرة.

في الختام، يوفر التداول والاستثمار في الأسهم الأمريكية للمتداولين، أو المستثمرين فرصًا للمشاركة في أحد أكبر أسواق الأسهم في العالم، إذ يسمح التداول بتحقيق أرباح محتملة على المدى القصير عبر شراء وبيع الأسهم خلال فترات زمنية قصيرة، بينما يركز المستثمر في الأسهم على شرائها بهدف الاستفادة من نموها طويل الأجل، وتحقيق الأرباح من توزيعات أرباح الشركات، ولهذان النهجان مزايا وعيوب ذكرتها لك في الأعلى، و بالاستفادة من شركات الوساطة ستتمكن من الاستثمار في سوق الأسهم الأمريكية بكل بساطة وسهولة.