شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً حاداً يوم الأربعاء، مدفوعة بمخاوف متصاعدة من تصعيد التوترات في منطقة الشرق الأوسط. جاء هذا الارتفاع في أعقاب الضربة العسكرية الإيرانية غير المسبوقة على إسرائيل، والتي أثارت القلق بشأن احتمال تعطيل إنتاج النفط في المنطقة، أحد أكبر منتجي الخام في العالم، وتخشى الأسواق من أن تؤدي هذه الأحداث إلى اضطرابات إمدادات النفط العالمية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار في الفترة المقبلة.
حيث قفزت عقود خام برنت بنسبة 3.05% لتصل إلى 75.81 دولاراً للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 3.31% لتصل إلى 72.14 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 10:45 صباحاً بتوقيت غرينتش.
حيث قفز كل من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من 5% مقارنة بسعر إغلاق اليوم السابق.
وقد أوضحت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، أن الأسواق النفطية تتأثر بشكل كبير بضعف التوقعات الاقتصادية العالمية، والتي تؤدي بدورها إلى انخفاض الطلب على الوقود.
ومع ذلك، شهدنا تحولاً سريعاً في تركيز الأسواق نحو مخاوف انقطاع إمدادات النفط في الشرق الأوسط، وذلك عقب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل.
وقد أعلنت إيران في الساعات الأولى من صباح الأربعاء عن انتهاء عملياتها الصاروخية على إسرائيل، مشيرة إلى أنها لن تتخذ أي إجراءات عسكرية إضافية ما لم تتعرض لاستفزازات جديدة. في المقابل، تعهدت كل من إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على هذا الهجوم، مما زاد من المخاوف بشأن اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
وقالت طهران إن أي رد من إسرائيل على الهجوم التي ذكرت إسرائيل أن شمل أكثر من 180 صاروخ باليستي سيقابل بدمار واسع النطاق.
عقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الهيئة المسؤولة عن حفظ السلام والأمن الدوليين، اجتماعًا طارئًا اليوم الأربعاء لبحث التطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط. وفي السياق ذاته، دعا الاتحاد الأوروبي، ممثلًا عن المجتمع الدولي، إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين.
وحذر محللون في بنك ANZ، في تقرير لهم، من أن التدخل الإيراني المباشر في الأزمة قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في إمدادات النفط العالمية، وأشار التقرير إلى أن ارتفاع إنتاج إيران من النفط إلى أعلى مستوى له منذ ست سنوات، ليصل إلى 3.7 مليون برميل يوميًا في أغسطس الماضي، يزيد من حدة المخاوف بشأن استقرار أسواق الطاقة.
وذكرت كابيتال إكونوميكس في مذكر "التصعيد الكبير من الجانب الإيراني يهدد بجر الولايات المتحدة إلى الحرب، حيث تقدم إيران نحو 4% من الإنتاج النفطي العالمي، لكن الاعتبار المهم سيكون ما إذا كانت السعودية ستزيد إنتاجها إذا تعطلت الإمدادات الإيرانية.
ويعقد تحالف أوبك+، الذي يضم كبار منتجي النفط في العالم بقيادة السعودية وروسيا، اجتماعًا وزاريًا هامًا اليوم، ويهدف هذا الاجتماع إلى تقييم أحدث التطورات في سوق النفط العالمية، واتخاذ أي قرارات ضرورية للحفاظ على استقرار الأسواق. وعلى الرغم من عدم توقع أي تغييرات جذرية في السياسة النفطية الحالية، إلا أن التحالف يعتزم زيادة إنتاجه من النفط الخام بمقدار 180 ألف برميل يوميًا بدءًا من شهر ديسمبر المقبل.
وقد أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن معهد البترول الأمريكي تباينًا ملحوظًا في مستويات المخزونات النفطية بالولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، ففي حين شهدت مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير انخفاضًا، سجلت مخزونات البنزين ارتفاعًا، مما يعكس ديناميكية متغيرة في سوق النفط الأمريكي.