فشلت شركة إنفيديا في تحقيق توقعات المستثمرين المتفائلين، رغم الرهانات الضخمة بالمليارات على ثورة الذكاء الاصطناعي، أعلنت الشركة العملاقة يوم الأربعاء عن توقعات أرباح للربع الثالث قد لا ترضي الشارع المالي، فبعد أن دفعت أسهمها إلى آفاق جديدة بفضل طموحات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن إنفيديا قد فاتتها هذه المرة فرصة إبهار المستثمرين.
فقد تعرض سهم شركة إنفيديا، عملاق صناعة الرقائق والمعروف بدعمه القوي للذكاء الاصطناعي، للتراجع الحاد بنسبة 4% في التداولات بعد الإغلاق، وذلك على الرغم من ارتفاعه بأكثر من 150% منذ بداية العام، ويأتي هذا الانخفاض المفاجئ بعد إعلان الشركة عن توقعات مالية للربع الثالث قد لا تلبي طموحات المستثمرين، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا القطاع الواعد.
تتوقع شركة إنفيديا العملاقة في مجال الرقائق تحقيق هامش ربح إجمالي يتراوح بين 75% و75.5% في الربع الثالث، وفقًا لتقديراتها وتوقعات المحللين، هذا يعني أن الشركة تتوقع زيادة طفيفة في هامش الربح مقارنة بالأرباع السابقة، ولكنها قد لا تتجاوز التوقعات العامة للمحللين.
كشفت النتائج المالية للشركة عن تحقيق هامش ربح إجمالي بلغ 75.7% في الربع الثاني، مقارنة بتقديرات المحللين التي كانت عند 75.8%. هذا الأداء المالي القوي يعكس قدرة الشركة على إدارة تكاليفها وتحقيق إيرادات مرتفعة، مما يساهم في تعزيز مكانتها في السوق.
كانت الآمال معلقة على شركة صناعة الرقائق، حيث كان المستثمرون يتوقعون منها تحقيق أداء قوي. وقد زادت هذه التوقعات بعد الارتفاع الكبير لسهم الشركة بأكثر من سبعة أضعاف خلال العامين الماضيين، هذا ما جعلها من أبرز الشركات المستفيدة من طفرة الذكاء الاصطناعي.
تتوقع شركة "إنفيديا" العملاقة في مجال الرقائق تحقيق إيرادات تتراوح بين 32.1 مليار دولار و32.9 مليار دولار في الربع الثالث، وفقًا لبيانات مجموعة بورصات لندن، هذا الرقم يتجاوز قليلاً متوسط توقعات المحللين الذي يبلغ 31.77 مليار دولار.
حققت الشركة إيرادات قياسية في الربع الثاني، حيث بلغت 30.04 مليار دولار، متجاوزة بذلك التقديرات التي كانت عند 28.70 مليار دولار.
أعرب محمد صلاح، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Pitlane، عن ثقته بقدرة شركة "إنفيديا" على تجاوز التحديات التي تواجهها في إنتاج الرقائق المتطورة، مستندًا في ذلك إلى التصريحات الأخيرة لرئيس الشركة التنفيذي.
وقد أكد ميشال صليبي، كبير محللي الأسواق المالية في FXPro، أن نتائج شركة "إنفيديا" قد فاقت التوقعات بشكل كبير، حيث سجلت نموًا في الإيرادات بنسبة 122% مقارنة بالعام الماضي.
وأوضح ميشال صليبي في حواره مع قناة العربية للأعمال أن التوقعات المالية لشركة "إنفيديا" للفصول القادمة والعام المقبل جاءت أقل من المتوقع، وهو ما يفسر الانخفاض الذي شهدته أسهم الشركة.
ماذا انخفص سعر سهم انفيديا؟
على الرغم من أن إنفيديا حققت نمواً هائلاً في السنوات الأخيرة مدفوعاً بزيادة الطلب على رقائقها المستخدمة في مجال الذكاء الاصطناعي وألعاب الفيديو، إلا أن سعر سهمها شهد تقلبات مؤخراً. إليك بعض الأسباب المحتملة لهذا الانخفاض:
مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي
تزايد المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود أو تباطؤ، قد يؤثر سلباً على الطلب على منتجات التكنولوجيا بشكل عام، وبالتالي على مبيعات إنفيديا.
كما أن ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية لمكافحة التضخم قد يؤدي إلى تقليص الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري.
زيادة المنافسة
تواجه إنفيديا منافسة متزايدة من شركات أخرى مثل AMD وIntel، حيث تسعى هذه الشركات إلى تطوير رقائق تنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ودخول لاعبين جدد إلى السوق قد يؤدي أيضًا إلى زيادة المعروض وتقليل أسعار الرقائق.
تقييمات السوق المرتفعة
شهد سهم إنفيديا ارتفاعاً حاداً في قيمته خلال الفترة الماضية، مما جعل تقييمات الشركة مرتفعة نسبياً مقارنة بمثيلاتها.
فإن أي خبر سلبي أو توقعات مخيبة للآمال قد تدفع المستثمرين إلى جني الأرباح، مما يؤدي إلى انخفاض السعر.
تحديات في سلسلة التوريد
تواجه شركات تصنيع الرقائق بشكل عام، بما في ذلك إنفيديا، تحديات في سلسلة التوريد بسبب نقص مكونات معينة، مثل أشباه الموصلات، لذلك فإن أي اضطراب في سلسلة التوريد قد يؤثر على إنتاجية الشركة وإيراداتها.