تشهد أسواق وول ستريت حالة من الترقب الحذر مع اقتراب موعد إعلان نتائج شركة إنفيديا اليوم الأربعاء. فالجميع يتطلع لمعرفة ما إذا كانت العملاقة التكنولوجية ستتمكن من الحفاظ على زخمها القوي، مدعومة بالطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي التي تشكل قلب هذا القطاع الواعد.
تعتبر نتائج إنفيديا بمثابة اختبار حقيقي لمدى استدامة حماس المستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي، والذي كان المحرك الرئيسي للارتفاعات الأخيرة في الأسواق، فإذا جاءت الأرقام أفضل من التوقعات، فمن المتوقع أن يشهد السوق مزيدًا من الارتفاعات، مما يعزز الثقة في مستقبل هذه التقنية الثورية.
وعلى الجانب الآخر، فإن أي خيبة أمل قد تؤدي إلى تصحيح حاد في الأسعار، لا سيما وأن العديد من الشركات قد ربطت مصيرها ارتباطًا وثيقًا بنجاح إنفيديا في هذا المجال، لذلك، فإن نتائج اليوم تحمل في طياتها تداعيات كبيرة على مسار الأسواق العالمية في الفترة المقبلة.
حيث تشير التوقعات إلى تحقيق شركة "إنفيديا" قفزة نوعية في أدائها المالي خلال الربع الثاني، حيث من المتوقع أن تشهد إيراداتها نموًا مضاعفًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما يتوقع المحللون أن ترتفع أرباحها الصافية بنسبة هائلة تصل إلى 137% لتصل إلى 16 مليار دولار، وهو ما يعكس الطلب المتزايد على رقائقها المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
لكن رغم التوقعات الإيجابية، سيبقى المستثمرون في حالة تأهب قصوى لتحليل أدق التفاصيل الواردة في القوائم المالية لشركة "إنفيديا"، فأي انحراف عن توقعات المحللين، سواء بالإيجاب أو السلب، قد يؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسعار أسهم الشركة، وربما يؤثر على مسار أسعار شركات الذكاء الاصطناعي ككل.
تعد شركة إنفيديا أحد الأعضاء البارزين في مجموعة " Squared Financial"، وهي مجموعة من الشركات التكنولوجية العملاقة التي تهيمن على السوق، ولا عجب في ذلك، فحصة إنفيديا في مكاسب مؤشر ناسداك 100 لهذا العام تتجاوز الثلث، مما يعكس تأثيرها الكبير على أداء هذا المؤشر الرائد.
بعد أن تأثر سهم الشركة بالانكماش السوقي في أكتوبر 2022، شهد انتعاشًا قويًا حيث ارتفع بنسبة 1000% منذ ذلك الحين. كما استمر هذا الزخم الإيجابي خلال العام الحالي، محققًا زيادة إضافية بنحو 160%.
في حديثه لـ"العربية Business"، أبدى نور الدين الحموري، كبير استراتيجي الأسواق في Squared Financial، رأياً مغايراً حول أهمية نتائج "إنفيديا" الراهنة. فوفقاً له، فإن التوقعات المستقبلية لأداء شركات التكنولوجيا على مدار العام الجاري تحمل أهمية أكبر في رسم معالم السوق.