يعرف سوق الأسهم بأنه مكان مادي، أو رقمي يُمكّن المستثمرين من شراء وبيع الأسهم، ويساعد الشركات على طرح أسهمها للتداول علنًا، حيث توفر لك أسواق الأسهم وصولًا سهلًا وشفافًا إلى الأصول الاستثمارية للشركات، ولكن بعبارات بسيطة ما هو هذا السوق؟ وكيف يعمل؟ وكيف بدأ؟ وما هي طريقة التداول به؟
ما هو سوق الأسهم؟
يشير سوق الأسهم إلى الأسواق العامة التي يتم من خلالها شراء وبيع الأسهم التي يتم تداولها في بورصة الأوراق المالية، أو خارجها، وتمثل الأسهم الملكية الجزئية في الشركة، وسوق الأوراق المالية هو المكان الذي يستطيع فيه المستثمرون بيع وشراء هذه الأصول القابلة للاستثمار، ويعد سوق الأسهم ذو أهمية كبيرة للتنمية الاقتصادية نظرًا إلى أنه يمنح الشركات القدرة على تحصيل رأس المال من المستثمرين بسرعة بهدف تطوير مشاريعها، أو البدء بمشاريع جديدة.
الهدف من سوق الأسهم
يستخدم سوق الأسهم لهدفين مهمين للغاية أولهما هو توفير رأس المال للشركات التي تستخدمها لتمويل، وتوسيع أعمالها، فعلى سبيل المثال إذا أصدرت شركة ما مليون سهم من الأسهم لبيعها مبدئيًا مقابل 10 دولارات للسهم فإن ذلك سيوفر للشركة رأس مال يقدر ب 10 مليون دولار بحيث يمكن استخدام هذه الأموال لتنمية أعمالها، وهذا يساعد الشركة على عدم اقتراض المال اللازمة لتحقيق رأس المال المراد، وبذلك ستتجنب الشركات تكبد الديون ودفع رسوم الفائدة على هذا الدين.
أما الهدف الثاني من سوق الأسهم فهو منح المستثمرين (الأشخاص الذين يشترون الأسهم) الفرصة للمشاركة في أرباح الشركات عبر أسهمها المطروحة للتداول علنًا، ويمكن للمستثمر الربح من شراء الأسهم بطريقتين تتمثل الأولى في تحصيل أرباح منتظمة من كل سهم يمتلكه المستثمر، أما الطريقة الأخرى للربح من الأسهم فهي تعتمد على بيع المستثمر أسهمه بعد أن يرتفع سعرها، فعلى سبيل المثال إذا اشترى المستثمر أسهمًا في شركة ما بسعر 10 دولارات للسهم ثم ارتفع سعر السهم فيما بعد إلى 15 دولار ليتمكن المستثمر تحقيق ربح بنسبة 50% على استثماراته عبر بيع أسهمه.
كيف يعمل سوق الأسهم؟
إذا كما ذكرنا إن سوق الأسهم يساعد الشركات على جمع الأموال لتمويل المشاريع عن طريق بيع أسهمها للأفراد المستثمرين، وهذا يؤدي إلى تحقيق أرباح للطرفين مع المحافظة على رأس المال.
تجمع الشركات الأموال في سوق الأسهم عبر بيع حصص الملكية للمستثمرين، وتعرف هذه الحصص باسم الأسهم، حيث تُدرج الأسهم للبيع في البورصات التي تشكل سوق الأسهم، وبالتالي تحصل الشركات على رأس المال الذي تحتاجه لتوسيع أعمالها دون أن تضطر للدخول في الديون.
يستفيد المستثمرون من خلال استثمار أموالهم في سوق الأسهم مع توظيف الشركات لتلك الأموال في تنمية وتوسيع مشاريعها، ويجنى المستثمرون الأرباح من حصصهم في الأسهم التي تصبح ذات قيمة أكبر مع مرور الوقت وهذا يؤدي إلى مكاسب مالية في حال قرر المستثمر بيعها، وهذا ما يجعلها أكثر الطرق موثوقية إذا كنت تفكر في تنمية أموالك.
تاريخ تداول الأسهم
تعود فكرة تداول الأسهم إلى الحضارات القديمة إذ كانت الشركات في ذلك الوقت تجمعها الأموال من المساهمين للإبحار بالسفن المحملة بالبضائع إلى بلدان أخرى، فقد كانت هذه المعاملات تُجرى من قبل مجموعات تجارية، أو أفراد، واستمرت على مدار آلاف السنين.
خلال العصور الوسطى، كان التجار يتجمعون في وسيط المدينة لتبادل وتجارة البضائع بين البلدان في جميع أنحاء العالم، ونظرًا إلى أن هؤلاء التجار كانوا من دول مختلفة فكان من الضروري إنشاء البورصة كي تكون المعاملات التجارية عادلة.
بحلول نهاية القرن الرابع عشر، أصبحت أنتويرب (بلجيكا في يومنا هذا) مركزًا للتجارة الدولية والتي فيها كان التجار يشترون السلع بسعر محدد على أمل ارتفاع السعر كي يتمكنوا من تحقيق الربح.
أما بالنسبة للشركات أو الأشخاص الذين يحتاجون إلى اقتراض الأموال فكان التجار الأثرياء يقرضون الأموال بمعدلات فائدة عالية، ثم يبيع هؤلاء التجار السندات المدعومة بهذه القروض مع تحصيل الفوائد من الأشخاص المشترين.
من اخترع سوق الأسهم؟
تم إنشاء أول تداول حديث للأسهم في أمستردام عندما كانت شركة الهند الشرقية الهولندية أول شركة يتم تداولها علنًا، فمن أجل زيادة رأس مالها قررت الشركة بيع الأسهم ودفع أرباح الأسهم للمستثمرين، وفي عام 1611 تم إنشاء بورصة أمستردام، وبقي نشاط تداول الأسهم الوحيد في البورصة هو تداول أسهم شركة الهند الشرقية الهولندية.
في تلك المرحلة بدأت دول أخرى في إنشاء شركات مماثلة، وكان شراء الأسهم مثيرًا للمستثمرين الذين بدأوا بشراء أسهم أي شركة متاحة للتداول دون التحقق من أنها منظمة قانونيًا أم لا وهذا أدى إلى عدم الاستقرار المالي، وبنهاية عام 1720 تسلل الخوف إلى المستثمرين الذين حاولوا بيع جميع أسهمهم بسرعة ولكنهم لم يجدوا من يشتري لهذا انهار السوق، وعلى الرغم من انهياره إلى أن المستثمرين اعتادوا على فكرة تداول الأسهم.
متى بدأ سوق الأسهم الأمريكية؟
لم تدخل أمريكيا إلى سوق الأسهم حتى أواخر القرن الثامن عشر عندما أبرمت مجموعة صغيرة من التجار اتفاقية باتونوود تري التي بموجبها كانت تجتمع المجموعة يوميًا لشراء وبيع الأسهم، والسندات، والتي أصبحت ما نعرفه اليوم باسم بورصة نيويورك (NYSE).
حيث استغرقت بورصة نيويورك قرونًا لتصبح على ما هي عليه في يومنا هذا إذ شهدت العديد من الانهيارات إلى أن أصبحت أكبر بورصة في العالم وذلك بفضل مساهمة العديد من المستثمرين، والمدراء التنفيذيين في البورصة، والشركات، والمنظمين.
وإلى جانب بورصة نيويورك هناك الآن بورصات في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم تعمل في تداول الأسهم المحلية، والدولية، وتشمل تلك البورصات كل من بورصتي لندن، وطوكيو، وتوجد بعض أكبر البورصات في العالم في الصين، والهند، وكندا، وألمانيا، وفرنسا، وكوريا الجنوبية.
ما هي مؤشرات سوق الأسهم؟
يتتبع مؤشر سوق الأسهم أداء مجموعة من الأسهم التي تمثل صناعة، أو شريحة معينة من سوق الأوراق المالية، مثل قطاعات التكنولوجيا، أو الطاقة، أو النقل، وفي كثير من الأحيان يتم استخدام واحد من المؤشرات الثلاث الكبيرة كاختصار لوصف أداء سوق الأسهم الأمريكية ككل التي تتمثل فيما يلي:
مؤشر داو جونز الصناعي: وهو مؤشر يتكون من 30 سهم من الشركات الصناعية الأمريكية.
مؤشر S&P 500: والذي يمثل 500 من أكبر الشركات في الاقتصاد الأمريكي.
مؤشر ناسداك: يتتبع ناسداك أداء أكثر من 3000 سهم مدرج في بورصة ناسداك.
طريقة الاستثمار في سوق الأسهم
إذا كنت ترغب في الاستثمار في سوق الأسهم فإن البداية أسهل مما تتخيله:
البحث عن وسيط تداول وفتح حساب
قبل البدء في تداول الأسهم يجب أولًا فتح حساب لدى شركة وساطة مُنظمة وهذا أمر ليس بالصعب بالأخص مع توفر العديد من شركات الوساطة ومنصات التداول عبر الإنترنت في يومنا هذا، وبمجرد إيداع الأموال في الحساب تستطيع البدء في تحليل ومتابعة الأسهم التي تريد الاستثمار فيها.
ابحث عن الأسهم المناسبة للاستثمار
بعد إيداع الأموال في حسابك التداولي يجب الآن إجراء الأبحاث المطولة لانتقاء الأسهم وبكل بساطة اجعل الهدف من تداولك في الأسهم هو البحث عن شركة، أو عدة شركات ترغب في أن تكون مالكًا لأسهم فيها، وتعتقد أنه سيكون لها وضع استثماري جيد بالمستقبل.
الشراء
مما يجب معرفته أن شراء الأسهم ليس مجرد النقر على خيار الشراء من منصات التداول بل يتوجب عليك اختيار نوع أمر التداول ومن أكثر أنواع الأوامر استخدامها نذكر:
أمر الشراء الفوري
في هذا النوع من أوامر الشراء يوجّه المستثمر الوسيط لشراء السهم على الفور بسعر السهم الحالي (علمًا بأن السعر قد يختلف في أجزاء من الثانية) لهذا أمر الشراء الفوري يخبر الوسيط بشراء السهم بأقل سعر متاح).
أمر التداول المعلق
يسمى أيضًا بأمر التداول بسعر محدد مسبقًا ففي هذه الحالة يتم تحديد السعر الذي تريد شراء الأسهم به، وعند تحديد أمر التداول المعلق لن يتم تنفيذ الشراء إلا بعد انخفاض سعر السهم خلال فترة انت تحددها وفي حال لم يصل السهم إلى السعر المحدد خلال الفترة الزمنية المحددة تُلغى الصفقة نهائيًا وكأن شيئًا لم يكن.
بيع الأسهم
اتخاذك لقرار بيع الأسهم يرتبط بحاجتك إلى سيولة مالية، ويرتبط بإستراتيجيتك المتبعة بالتداول إذا كانت طويلة المدى، أو قصيرة المدى، على أية حال أنت الوحيد الذي يُحدد موقع بيع، أو شراء الأسهم.