التداول والاستثمار يمكن أن يكونا مصدرًا كبيرًا للدخل، ولكنهما أيضًا ينطويان على مخاطر عالية، يمكن أن يؤدي فقدان المال أو حتى الإفلاس إلى أولئك الذين يجهلون مخاطر التداول والاستثمار تمامًا.
في هذه المقالة، سنناقش بعض المخاطر الرئيسية التي يجب أن تكون على دراية بها قبل البدء في التداول أو الاستثمار.
مقدمة عن التداول والاستثمار
التداول والاستثمار هما عمليتان ماليتان تتضمنان شراء وبيع الأصول المالية، مثل الأسهم، والسندات، و العملات الأجنبية (الفوركس)، والعملات المشفرة.
التداول هو عملية شراء وبيع الأصول المالي في فترة زمنية قصيرة، عادةً من دقائق إلى أيام، أو أسابيع، ويهدف المتداولون إلى تحقيق أرباح من خلال الاستفادة من التقلبات في أسعار الأصول.
أما الاستثمار هو عملية شراء وبيع الأصول المالية لفترة زمنية طويلة، عادةً من سنوات إلى عقود، ويهدف المستثمرون إلى تحقيق أرباح من خلال نمو قيمة الأصول على المدى الطويل.
أنواع التداول
يمكن تقسيم التداول إلى عدة فئات رئيسية بناءً على الإطار الزمني، أو أسلوب التداول:
الإطار الزمني
يشير الإطار الزمني إلى مقدار الوقت الذي يمتلك فيه المتداولون أصولهم، يمكن تقسيم التداول إلى الفئات التالية بناءً على الإطار الزمني:
- التداول اليومي، وهو نوع من التداول الذي فيه تُشترى الأصول وتُباع في نفس اليوم.
- التداول المتأرجح، هو أحد أنواع التداول التي يتم فيها شراء وبيع الأصول المالية لفترة زمنية قصيرة، عادةً من عدة أيام، إلى عدة أسابيع.
- تداول المراكز، فيه يتم تداول الأصول المالية على فترة زمنية طويلة، عادةً من عدة أشهر، إلى عدة سنوات.
أسلوب التداول
يشير أسلوب التداول إلى الطريقة التي يستخدمها المتداول لتعيين فرص التداول، حيث يمكن تقسيم التداول إلى الفئات التالية بناءً على أسلوب التداول:
- التحليل الفني، هو أسلوب تداول يعتمد على تحليل بيانات الأسعار التاريخية لتحديد أنماط، واتجاهات الأسعار.
- التحليل الأساسي، هو أحد أساليب التداول التي تعتمد على تحليل العوامل الاقتصادية، والمالية الأساسية لتحديد قيمة الأصول المالية.
- التداول السلوكي، هو أسلوب تداول يعتمد على تحليل سلوك المستثمرين، والمتداولين لتحديد فرص التداول.
أنواع الاستثمار
يمكن تقسيم الاستثمار إلى عدة فئات رئيسية بناءً على نوع الأصول المالية التي يتم الاستثمار فيها:
الاستثمار في الأسهم
هو نوع من الاستثمار الذي يتم فيه شراء أسهم الشركات التي تمنح المستثمرين ملكية في الشركة، وهذا يمنحهم الحق في الحصول على حصة من الأرباح، وحق التصويت في قرارات الشركة.
الاستثمار في السندات
في هذا النوع من الاستثمارات يتم شراء سندات الشركات، أو الحكومات، إذ تعد السندات عبارة عن أوراق مالية تمثل قرضًا من المستثمر إلى الشركة، أو الحكومة، حيث تدفع الشركات والحكومات للمستثمرين أرباحًا على شكل فوائد على السندات.
الاستثمار في العقارات
أحد أنواع الاستثمار التي يتم فيها شراء العقارات مثل المنازل، أو المكاتب، أو الأراضي، ويمكن للمستثمرين تأجير عقاراتهم لكسب الدخل، أو بيعها لتحقيق الربح.
الاستثمار في السلع
هو نوع من الاستثمار يتم فيه شراء السلع مثل الذهب، أو الفضة، أو النفط التي عادة ما يرتفع سعرها مع ارتفاع التضخم، وهذا يجعلها استثمارًا جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية أموالهم من التضخم.
الاستثمار في العملات المشفرة
من أنواع الاستثمار التي يشتري فيها المستثمرون العملات المشفرة مثل البيتكوين، أو الإيثيريوم، أو غيرها من العملات الرقمية الأخرى آملين تحقيق الأرباح من تقلبات أسعارها.
أهمية التعرف على مخاطر الاستثمار والتداول قبل البدء
قبل البدء في رحلة التداول والاستثمار من المهم أن تكون على دراية بالمخاطر التي قد تواجهك، فهناك العديد من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار مثل التقلبات في أسعار الأصول، والتغيرات في السياسات الاقتصادية، وحتى الأحداث العالمية غير المتوقعة.
فإذا كنت تفهم هذه المخاطر، وكيفية التعامل معها فستكون على استعداد أفضل لاتخاذ القرارات المالية الصائبة.
لذلك يجب أن تكون دائمًا على استعداد للتعلم، وتحسين مهاراتك في التداول والاستثمار قبل أن تخطو أي خطوة.
أنواع مخاطر التداول والاستثمار
مخاطر السوق
تعرف مخاطر السوق بأنها المخاطرة التي تنطوي عليها أي استثمار في الأصول المالية، مثل الأسهم، وتداول العملات الأجنبية، والسلع.
تنشأ مخاطر السوق من التقلبات في أسعار تلك الأصول، والتي يمكن أن تؤدي إلى خسارة المستثمرين أرباحهم، أو رأس المال.
يمكن أن تؤثر مخاطر السوق على المستثمرين بطرق مختلفة، اعتمادًا على نوع الاستثمارات التي يمتلكونها، ومدة الاحتفاظ بها.
مثلًا، قد يتعرض المستثمرون الذين يستثمرون في الأسهم قصيرة الأجل إلى مخاطر أكبر من أولئك الذين يستثمرون في الأسهم طويلة الأجل.
مخاطر مرتبطة بالسيولة
تتمثل مخاطر السيولة في خطر عدم القدرة على بيع أصل مالي، أو سند، ضمان، أو سلعة أساسية ما في السوق بسرعة كافية خلال فترة زمنية معينة دون تأثير ذلك على سعر السوق.
فإذا كان حجم السوق صغيرًا، فقد يكون من الصعب العثور على مشترين للأصول عند الحاجة للسيولة.
وقد تكون بعض الأصول مثل العقارات، أو الأسهم الصغيرة أقل سيولة من غيرها.
ومن الممكن أن تؤدي الظروف السوقية غير المواتية مثل الأزمات الاقتصادية، أو السياسية إلى انخفاض السيولة.
مثلًا قد يواجه المستثمر الذي يحتاج إلى سحب أمواله من استثماره في وقتٍ قصيرٍ صعوبة في القيام بذلك إذا كان الأصل غير سائل، وقد يؤدي ذلك إلى خسارة المستثمر المال.
مخاطر الائتمان
هي خطر عدم قدرة المقترض على سداد ديونه، والتي يمكن أن تنشأ من مجموعة متنوعة من العوامل مثل قدرة المقترض على السداد، ورغبة المقترض في السداد، وظروف السوق.
وتصنّف مخاطر الائتمان إلى نوعين رئيسين هما مخاطر الائتمان الأساسية وهي التي تنشأ من عوامل تتعلق بالمقترض نفسه، مثل قدرته، أو رغبه في السداد.
والنوع الثاني هو مخاطر الائتمان غير الأساسية وهي التي تنشأ عن عوامل خارجة عن سيطرة المقترض مثل الظروف الاقتصادية، أو السياسية.
إذًا يجب على كل من يريد الاقتراض فهم مخاطر الائتمان بشكل كي جيد كي يتمكنوا من إكمال مسيرتهم بنجاح.
مخاطر التشغيل
هي أحد العوامل الرئيسية التي يجب أن يأخذها المستثمرين في الاعتبار عند التداول والاستثمار، وهي تشير إلى المخاطر المرتبطة بإدارة وتشغيل الشركات التي تمتلك فيها حصص، أو أسهم.
وتعد مخاطر الإدارة التي تتعلق بكفاءة ونزاهة إدارة الشركة، ومخاطر التغييرات التكنولوجية، ومخاطر التغيرات القانونية والتنظيمية، ومخاطر التغيرات السياسية بعض الأمثلة عن مخاطر التشغيل.
مخاطر التقلبات السياسية أو الاقتصادية
تشير مخاطر التقلبات السياسية أو الاقتصادية إلى المخاطر المرتبطة بالتغيرات غير المتوقعة في السياسة الحكومية، أو الظروف الاقتصادية والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الأعمال التجارية، والاستثمارات.
هي تنشأ المخاطر السياسية عن أحداث سياسية مثل الانتخابات، أو التغييرات في الحكومة، أو الحروب، أو الاضطرابات المدنية.
أما المخاطر الاقتصادية فهي تنشأ عن أحداث أو ظروف اقتصادية مثل الأزمات الاقتصادية، أو الركود، أو التضخم، أو الهبوط في أسعار السلع.
يمكن أن تؤثر مخاطر التقلبات السياسية، أو الاقتصادية على المتداولين، والمستثمرين بطرق مختلفة، على سبيل المثال قد يتعرض المتداول الذي يتداول في سوق الأسهم إلى خسارة مالية في حال حدثت أزمة اقتصادية، وقد يتعرض المستثمر الذي يستثمر في شركة تقع في دولة غير مستقرة سياسيًا إلى خسارة في الاستثمارات إذا اندلعت أعمال شغبة، أو اضطرابات مدنية أدت إلى تعطيل أعمال الشركة.
كيفية إدارة مخاطر التداول والاستثمار
تعرف إدارة المخاطر بأنها عملية تحديد وتقييم ومعالجة المخاطر التي يتعرض لها المتداولون والمستثمرون، ويمكن أن يساعد ذلك في حماية رؤوس أموالهم، وتحقيق أهدافهم الاستثمارية.
وهناك العديد من الطرق المختلفة لإدارة المخاطر المرتبطة بالتداول والاستثمار وفيما يلي أفضل الأساليب التي يجب اتباعها في سبيل ذلك:
نوّع استثمارتك
يمكن أن يساعد التنويع في الاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول على إدارة المخاطر بشكل صحيح. على سبيل المثال، إذا كان المستثمر يستثمر فقط في الأسهم، فسيكون معرضًا لمخاطر الخسارة إذا انخفضت أسعار الأسهم. ومع ذلك، إذا قام المستثمر أيضًا بالاستثمار في السندات والعقارات والمعادن الثمينة، فسيكون أقل عرضة للمخاطر.
استخدم أدوات إدارة المخاطر
تساعد أدوات إدارة المخاطر، مثل الحد الأقصى للخسارة و وقف الخسارة، في تقليل مخاطر الخسارة.
على سبيل المثال، يمكن للمتداول استخدام أمر حد أقصى للخسارة لتحديد مبلغ المال الذي يمكن أن يخسره في صفقة معينة.
إذا وصلت الصفقة إلى الحد الأقصى للخسارة، فسيتم إغلاقها تلقائيًا.
أجري أبحاثك الخاصة
يجب على المتداولين والمستثمرين إجراء أبحاثهم قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. يساعدهم ذلك على فهم المخاطر المحتملة المرتبطة بالاستثمار واتخاذ قرارات مستنيرة.
حدد أهدافك الاستثمارية
قبل أن تبدأ في التداول أو الاستثمار، من المهم أن تحدد أهدافك الاستثمارية. هل تريد تحقيق مكاسب مالية قصيرة الأجل أم طويلة الأجل؟ هل أنت مستعد لتحمل مخاطر عالية أم منخفضة؟ سيساعدك تحديد أهدافك على اختيار الأصول والاستراتيجية المناسبة لك وبالتالي إدارة المخاطر بشكل أفضل.
افهم مخاطرك الاستثمارية
بمجرد أن تحدد أهدافك الاستثمارية، من المهم أن تفهم المخاطر المرتبطة بها. ما هي العوامل التي يمكن أن تؤثر على قيمة أصولك؟ ما مقدار الأموال التي أنت مستعد لخسارتها؟ سيساعدك فهم مخاطرك على اتخاذ قرارات مستنيرة.
كن صبوراً لتكن أرباحك أفضل
التداول والاستثمار لعبة طويلة الأمد، فلا تتوقع أن تصبح غنياً بين ليلةٍ وضحاها. كن صبوراً واتبع خطتك الاستثمارية.
اهمية اختيار شركة وساطة تداول موثوقة
شركات الوساطة المالية هي شركات تقدم خدمات الوساطة للمستثمرين في الأسواق المالية، مثل شراء وبيع الأسهم والسندات والفوركس والعملات المشفرة.
عند اختيار شركة وساطة تداول، من المهم اختيار شركة موثوقة يمكنها مساعدتك في إدارة مخاطرك بشكل فعال عند الدخول في الأسواق المالية.
ومن شركات الوساطة الموثوقة نذكر لك شركتي Evest (بوابة التداول الآمنة والسهلة للمبتدئين، والمحترفين) وشركة XTB (عالم التداول الشامل للجميع) اللتان تتمتعان بسمعة حسنة في عالم التداول والاستثمار.
نصائح للمبتدئين في عالم التداول
- أبدأ بتعلم أساسيات التداول والاستثمار.
- جرب التداول باستخدام حساب تجريبي.
- ابدأ بمبلغ صغير.