يعد تداول الأسهم في الأسواق الأوروبية من أهم وسائل الاستثمار والتداول في العالم، حيث توفر هذه الأسواق فرصًا متنوعة ومجذية للمستثمرين، وفي ظل التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، أصبح من الضروري فهم كيفية تداول على الأسهم الأوروبية بشكل صحيح وفعال. يهدف هذا المقال إلى استعراض أساسيات التداول على الأسهم في الأسواق الأوروبية، بما في ذلك الخطوات الأساسية للبدء في التداول، وأهم الأسواق والشركات في أوروبا
لمحة عامة عن أسواق الأسهم الاوروبية
أسواق الأسهم الأوروبية تشمل عدة بورصات مالية في أوروبا، وتُعتبر من بين أكبر الأسواق المالية في العالم. من بين البورصات الرئيسية في أوروبا: بورصة لندن في المملكة المتحدة، بورصة فرانكفورت في ألمانيا، بورصة باريس في فرنسا، بورصة ميلانو في إيطاليا، وبورصة مدريد في إسبانيا، إذ تعتبر هذه البورصات مراكز رئيسية لتداول الأسهم والسندات والمشتقات المالية في أوروبا، وتلعب دوراً هاماً في تمويل الشركات وتحفيز النمو الاقتصادي.
تاريخ سوق الأسهم الأوروبية
بدأت أسواق الأسهم الأوروبية في التطور في القرن السابع عشر مع تأسيس بورصة أمستردام عام 1602م التي تعد أول بورصة رسمية في العالم، حيث تم تداول أسهم شركة الهند الشرقية الهولندية.
ثم سرعان ما انتشرت فكرة البورصة إلى مدن أوروبية أخرى على سبيل المثال لندن (1609) وباريس (1724) وفيينا (1775).
خلال القرن العشرين، شهدت الأسواق الأوروبية فترات من النمو والتراجع، متأثرةً بالحروب العالمية، والكوارث الاقتصادية، ولكن رغم ذلك شهدت الأسواق الأوروبية نموًا قويًا على المدى الطويل.
الوضع الحالي لأسواق الأسهم الأوروبية
شهدت أسواق الأسهم الأوروبية تقلبات كبيرة خلال عام 2024م متأثرة بعوامل جيوسياسية واقتصادية متعددة.
حيث تأثرت الأسواق منذ بدء الحرب في أوكرانيا التي أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة، والمواد الغذائية، مما أثر سلبًا على النمو الاقتصادي.
كما أن أدى ارتفاع التضخم إلى رفع البنوك المركزية الأوروبية لأسعار الفائدة، مما أدى إلى مخاوف من حدوث ركود اقتصادي.
وكان للولايات المتحدة الأمريكية أيضًا يدًا في التأثير على أسواق الأسهم الأوروبية حيث أدت سياسة التشديد النقدي فيها إلى جذب الاستثمارات من أوروبا مما أثر بشكل كبير على الأسواق في أوروبا.
كما أشارت التوقعات إلى احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا خلال عام 2024 مما قد يؤثر سلبًا على أداء الأسواق.
لكن رغم ما سبق ذكره تبقى أوروبا متمتعة باقتصاد قوي ومتنوع نظرًا إلى وجود العديد من الشركات العالمية الكبرى، والاستقرار السياسي في معظم الدول الأوروبي، مما يخلق بيئة مواتية للاستثمار، بالإضافة إلى تمتع الأسواق هناك بمعايير عالية من الشفافية والتنظيم، مما يجعلها وجهة آمنة للمستثمرين.
ما سر جاذبية الاستثمار في الأسواق الأوروبية؟
تعد الأسواق الأوروبية جاذبة للمستثمرين نظرًا إلى عدة أسباب منها:
-
تضم أوروبا مجموعة متنوعة من الاقتصادات، مما يوفر فرص استثمارية في مختلف القطاعات والصناعات.
-
تتمتع دول أوروبا بنظام سياسي واقتصادي مستقر، مما يزيد من ثقة المستثمرين ويحد من المخاطر.
-
تتمتع دول أوروبا ببنية تحتية متطورة وشبكات نقل واتصالات قوية، مما يسهل عمليات الاستثمار والتجارة.
-
تحظى دول أوروبا بنظام قانوني شفاف وقوانين تحمي حقوق المستثمرين، مما يجذب المزيد من الاستثمارات.
-
باعتبارها جزءًا من الاتحاد الأوروبي، توفر أسواق أوروبا وصولًا سهلاً إلى سوق الأسهم مشترك ضخم يضم ملايين العملاء.
-
تعتبر دول أوروبا مركزًا للتكنولوجيا والابتكار، مما يجذب المستثمرين الذين يبحثون عن فرص في القطاع التكنولوجي والابتكار.
مستقبل أسواق الأسهم الأوروبية
يتوقع العديد من المحللين الماليين أن تسجل أسواق الأسهم الأوروبية نموًا معتدلًا على المدى الطويل، مع إمكانية حدوث تقلبات قصيرة الأجل.
وهم يجدون أن هناك العديد من العوامل التي قد تدعم النمو مثل القوة الاقتصادية لأوروبا، والاستقرار السياسي، والاستثمارات في البنية التحتية والطاقة الخضراء.
الفرق بين التداول والاستثمار في الأسهم الأوروبية
سواء إن كنت تتداول أو تستثمر في الأسهم الأوروبية فأنت تشارك في الأسواق المالية الأوروبية ولكن بين التداول والاستثمار هناك فرق جوهري.
حيث يشير التداول إلى تحقيق عوائد قصيرة الأجل من خلال شراء وبيع الأسهم بشكل متكرر، يمكن أن يحقق لك عوائد سريعة، مع إمكانية الاستفادة من تقلبات الأسعار، ولكن رغم ذلك فهو يتطلب مهارات تحليلية متقدمة، ويتضمن مخاطر عالية تزداد مع استخدام الرافعة المالية، كما أنه يتطلب متابعة مستمرة للسوق.
أما الاستثمار فهو يشير إلى تحقيق عوائد طويلة الأجل عبر شراء الأسهم والاحتفاظ بها لفترة زمنية طويلة، ويتميز بأنه يتضمن مخاطر أقل مقارنة من التداول، مع إمكانية تحقيق عوائد مجزية على المدى الطويل، ولا يتطلب متابعة مستمرة للسوق، ومن عيوبه أنك لن تتمكن من تحقيق عوائد سريعة، ويتطلب منك خططًا استثمارية طويلة الأجل.
بورصة يورونكست بوابتك إلى الأسواق المالية الأوروبية
بورصة يورونكست هي بورصة أوراق مالية أوروبية رائدة، وهي تعد أكبر سوق للأسهم في منطقة اليورو.
تأسست في عام 2000 عبر اندماج بورصات أمستردام، وبروكسل، وباريس، مما أدى إلى إنشاء منصة تداول الأسهم موحدة ومتكاملة.
تصل قيمة التداول المشترك فيها إلى 4.5 تريليون يورو. تُتيح هذه البورصة للمستثمرين الوصول إلى الأسواق الأوروبية المتنوعة والعديد من الأسهم الأوروبية المدرجة. يقع مقرها الرئيسي في مدينة أمستردام بهولندا، وتُشرف هذه البورصة على إدارة العديد من الأسواق المالية في الاتحاد الأوروبي، تشمل: بروكسل، دبلن، لشبونة، باريس وأوسلو.
تقدم بورصة يورونكست نافذة واسعة على عالم الأسواق المالية، فهي تتيح للمستثمرين الوصول إلى أدوات مالية متنوعة تشمل:
-
تداول الاسهم الأوروبية.
-
تداول السندات الأوروبية.
-
تداول الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs).
-
تداول المشتقات المالية الأوروبية.
ومع التطور الدائم في عام التداول أصبح بالإمكان تداول عقود الفروقات للأدوات المالية هذه عبر شركات تداول أسواق المال الأوروبية المدرجة في موقع ضمان.
هل يمكن تداول الأسواق الأوروبية من خارج الدول الأوروبية؟
بالطبع، تُتيح بورصات الأسهم العالمية، مثل يورونكست، إمكانية الوصول إلى أسواقها من أي مكان في العالم.
وذلك من خلال شركات الوساطة المُرخصة التي تقدم خدمات تداول عقود الفروقات (CFD). تُعد عقود الفروقات أدوات مالية مُعقدة تسمح للمستثمرين بالمضاربة على تغيرات أسعار الأصول دون الحاجة إلى امتلاكها.
وبالتالي، يُمكن للمستثمرين سواء في دول الخليج، مثل السعودية والإمارات، أو أي دولة أخرى تداول الأسواق الأوروبية من خلال شركات الوساطة المرخصة التي تقدم خدمات عقود الفروقات.
أكبر الأسواق الأوروبية التي يمكن التداول عليها
تُعد بورصة يورونكست، نجمة القارة الأوروبية، منصة تداول عملاقة تُتيح للمستثمرين من جميع أنحاء العالم الوصول إلى تنوع هائل من الأسهم الأوروبية.
ولكن ماذا عن بقية القارة؟ إليك بعض أسواق المال الأوروبية الرائدة التي يمكنك الوصول إليها من خلال شركات تداول الاسهم الأوروبية الموثوقة:
-
بورصة لندن التي تعد مركز مالي عالمي يضم كوكبة من كبار الشركات البريطانية والعالمية.
-
بورصة دويتشه بروس ( ألمانيا) وهي بوابة إلى اقتصاد ألمانيا القوي، موطن للعديد من الشركات الرائدة في مختلف القطاعات.
-
بورصة SIX Swiss (سويسرا) وهي موطن أسواق مالية رصينة، تشتهر بوجود شركات عالمية مثل Nestlé و Roche.
لا تقتصر رحلة التداول على هذه الأسواق فقط، بل تتسع لتشمل أسواق أوروبية أخرى مثل:
-
بورصة أمستردام (هولندا) وهي موطن لأسهم شركات مثل ING Groep و Philips و Shell.
-
بورصة بروكسل (بلجيكا) تضم العديد من الشركات البلجيكية الكبرى مثل KBC Group و UCB و Solvay.
-
بورصة باريس (فرنسا) تُعد موطنًا للعديد من الشركات الفرنسية الكبرى مثل LVMH و Hermès و TotalEnergies.
ما حكم تداول الأسهم الأوروبية في الإسلام؟
لا يختلف حكم تداول الأسهم الأوروبية في الإسلام عن التداول في الأسهم الأمريكية بمعنى أنه يجب دائمًا التأكد من نشاط الشركة التي تريد الاستثمار بها لا يتضمن نشاط غير شرعي يتعلق بخدمات أو منتجات محرمة في الدين الإسلامي مثل الربا، أو الكحول، وما إلى ذلك.
ولتجنب الوقوع في فخ الربا الذي يُفرض على الصفقات طويلة الأجل والتي تحتوي على عمولة التبييت الربوية، يجب دومًا فتح حساب تداول إسلامي عبر شركات الوساطة، وشركات تداول عقود فروقات الأسهم الأوروبية بشكل خاص.
كيف تشتري الأسهم الأوروبية؟
يتيح عالم الأسهم الأوروبية للمستثمرين من جميع أنحاء العالم الوصول إلى تنوع هائل من الشركات والقطاعات، وكن كيف تبدأ رحلة شراء هذه الأسهم؟ إليك خطوات عملية لفتح بوابة الاستثمار:
اختيار شركة وساطة مرخصة
خطوتك الأولى في طريق تداول الأسهم الأوروبية هو اختيار شركة وساطة مرخصة ذات سمعة طيبة، وخبرة واسعة في التداول على الأسهم الاوروبية، وهذه قائمة بأفضل شركات الوساطة التي يمكنك الاعتماد عليها في رحلتك بعالم التداول والاستثمار.
وتبقى أمامك مهمة واحدة وهي مقارنة خدمات الوساطة المتاحة مثل منصات التداول، وأدوات البحث، ورسوم التداول، وخدمة العملاء بين شركات الوساطة هذه ثم الاختيار من بينها.
فتح حساب التداول
قم بالتسجيل على موقع الوسيط الإلكتروني عبر الإنترنت، أو من خلال تطبيق الهاتف المحمول الخاص بشركة الوساطة.
ثم قدّم معلوماتك الشخصية بدقة، حيث تطلب شركات الوساطة عادةً اسمك الكامل، وعنوان سكنك، وبيانات التواصل معك، ووثائق التحقق من الهوية (مثل كشف حساب بنكي، أو إقرار ضريبي).
إيداع الأموال
اختر طريقة الدفع المناسبة لك، مثل التحويل البنكي، أو بطاقات الدفع الإلكتروني، أو عبر العملات الرقمية، بما يتوافق مع رأس المال الخاص بك المتاح للتداول، أو الاستثمار.
ثم حدد المبلغ الذي ترغب في استثماره بالأسهم الأوروبية، قد تفرض بعض الشركات حد أدنى للإيداع.
اختيار الأسهم الأوروبية
يجب عليك هنا إجراء أبحاثك حول الشركات الأوروبية التي تنوي الاستثمار في أسهمها، وبإمكانك استخدام أدوات التحليل المالي المتاحة على منصة الوسيط لتقييم قيمة الأسهم ومخاطرها، وبعد ذلك ستتمكن من تحديد الأسهم المناسبة لأهدافك الاستثمارية، ومستوى المخاطر الذي تستطيع تحمله.
تنفيذ أوامر الشراء
تستطيع الآن استخدام منصة التداول الخاصة بشركة الوساطة عبر الإنترنت لوضع أوامر شراء الأسهم التي اخترتها.
حيث الآن يتوجب عليك تحديد نوع أمر الشراء، مثل أمر شراء بسعر السوق، أو أمر بسعر محدد.
بعد الضغط على أمر الشراء ستصبح مالكًا للأسهم المشتراة وستصبح في محفظتك وهنا يمكنك الانطلاق في رحلتك بتداول أسهم أوروبا.
متابعة استثماراتك
الآن وبعد أن أصبحت مستثمرًا في الأسواق الأوروبية يجب عليك متابعة استثماراتك عبر مراقبة تحركات أسعار الأسهم التي استثمرت بها، ومتابعة أخبار الشركات الأوروبية، وقم بتقييم استثماراتك بشكل دوري وإعادة التوازن عند الحاجة.