أعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني عن استقرار ملحوظ في سوق الصكوك العالمية حتى نهاية النصف الأول من عام 2024. ووفقًا لتقرير الوكالة، فإن نسبة التخلف عن سداد الصكوك المصدرة عالميًا لا تتجاوز 0.25%، مما يشير إلى صحة مالية قوية لهذا النوع من الأوراق المالية.
وعلاوة على ذلك، أشارت فيتش إلى أن 81% من إجمالي الصكوك التي قامت بتصنيفها حصلت على درجة استثمارية، مما يعكس الثقة العالية التي يتمتع بها هذا السوق من قبل المستثمرين المؤسساتيين والأفراد.
وتأتي هذه النتائج الإيجابية في ظل التحديات الاقتصادية العالمية المتزايدة، مما يؤكد مرونة سوق الصكوك وقدرته على الصمود أمام التقلبات الاقتصادية.
وأكدت أحدث تصنيفات لوكالة "فيتش" الائتمانية لقدرة الدول على سداد ديونها على التفوق المستمر لدولة الإمارات العربية المتحدة وقطر مقارنة ببقية دول منظمة التعاون الإسلامي. فقد احتلت الدولتان الخليجيتان المرتبة الأعلى في هذه التصنيفات، مما يعكس قوة أوضاعهما المالية واستدامة اقتصاديهما.
وتشير هذه النتائج إلى أن الإمارات وقطر تتمتعان بقدرة أكبر على الوفاء بالتزاماتهما المالية، وبالتالي تجذبان استثمارات أجنبية مباشرة أكبر وتتمتعان بثقة أكبر من قبل الأسواق العالمية. في المقابل، تقع غالبية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في تصنيفات أقل، مما يشير إلى تحديات اقتصادية أكبر تواجهها هذه الدول.
لم تشهد أسواق الصكوك السيادية حتى الآن أي حالات تعثر، مما يعكس قوة الأوضاع المالية للحكومات المصدرة لهذه الصكوك. ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن غالبية حالات التعثر التي تم تسجيلها مرتبطة بالشركات الخاصة، وليس بالكيانات الحكومية.
ومن الجدير بالذكر أن العديد من حالات التعثر التي تعرضت لها الشركات تم تسويتها بشكل ودي خارج إطار المحاكم، مما أدى إلى نقص في الشفافية حول نتائج هذه التسويات وآثارها على المستثمرين. ويشكل هذا النقص في الشفافية تحديًا أمام تقييم المخاطر الكامنة في استثمارات الصكوك، ويؤكد الحاجة إلى تعزيز الإطار التنظيمي لسوق الصكوك لضمان حماية حقوق المستثمرين.
وقد أكد بشار الناطور، الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في وكالة فيتش، في حوار خاص مع "العربية Business"، أن الصكوك السيادية تتمتع بمنعة قوية ضد التعثر بفضل الدعم الحكومي القوي وشبكات الأمان التي توفرها البنوك المركزية. هذا الدعم المتين يجعل هذه الصكوك ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل التقلبات الاقتصادية.