شهدت أسواق المال الإماراتية خلال العام الحالي إقبالاً استثنائياً على الطروحات الأولية للشركات الجديدة، حيث تم طرح أربع شركات للاكتتاب العام، الأمر الذي أسفر عن تدفق طلبات قياسية تجاوزت قيمتها الإجمالية نصف تريليون درهم إماراتي.
لقد نجحت الطروحات الجديدة في توفير فرص استثمارية واعدة للمستثمرين من مختلف الشرائح، سواء كانوا مستثمرين أفراداً أو مؤسسات. كما أنها مهدت الطريق أمام الشركات للوصول إلى قاعدة عريضة من المستثمرين، مما ساهم في تعزيز رؤوس أموالها وتوسيع نطاق أعمالها.
وتأتي هذه الطروحات في إطار الجهود المبذولة لتطوير أسواق المال في الامارات العربية المتحدة، والتي تسعى إلى ترسيخ مكانتها كواحدة من أهم أسواق المال على مستوى المنطقة والعالم، وذلك من خلال توفير بيئة استثمارية جاذبة وشفافة.
إذ حققت الطروحات الأولية الجديدة نجاحاً كبيراً، حيث تمكنت من جمع مبلغ قدره 8 مليارات درهم إماراتي، وذلك وسط إقبال قياسي من قبل المستثمرين المحليين والعالميين، بما في ذلك الصناديق السيادية والمحافظ الاستثمارية العالمية، وقد تجاوز إجمالي الطلب على هذه الطروحات 492 مليار درهم، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها الاقتصاد الإماراتي والفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها.
ولعبت الطروحات الجديدة دوراً محورياً في تعزيز عمق وسيولة أسواق المال المحلية، مما زاد من جاذبيتها للمستثمرين المؤسساتيين والأفراد على حد سواء. وقد أثبتت هذه الطروحات نجاحها في جذب شريحة جديدة من المستثمرين، مما ساهم في تنويع القاعدة الاستثمارية. وفي ظل هذا النجاح، تتجه العديد من الشركات المحلية نحو طرح أسهمها للاكتتاب العام، حيث تستعد شركة "دليفري هيرو" لإدراج منصة "طلبات" في سوق دبي المالي خلال الربع الرابع من هذا العام.
وتشهد الأسواق المالية المحلية إقبالاً متزايداً على الإدراجات، وذلك بعد أن أثبتت مرونتها وقدرتها على التكيف مع التقلبات الاقتصادية العالمية. وقد حققت الطروحات الأولية للشركات العملاقة مثل "ديوا"، "ألفا ظبي"، "أدنوك للحفر"، "ملتيبلاي"، "أمريكانا"، "موانئ أبوظبي"، "تيكوم"، "سالك"، "بيانات"، و"إمباور" نجاحات باهرة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية.
وقد شهد سوق دبي المالي في بداية العام الجاري إدراج شركة "باركن"، والذي لاقى إقبالاً استثنائياً من قبل المستثمرين المؤسساتيين والإقليميين، بالإضافة إلى المستثمرين الأفراد في دولة الإمارات، حيث تجاوز إجمالي قيمة الطلبات على أسهم الشركة 259 مليار درهم، مما يدل على الثقة الكبيرة التي يحظى بها هذا الطرح، حيث فاقت نسبة تغطية الاكتتاب 165 مرة.
وقد بلغ حجم الطرح الأولي 749.7 مليون سهم عادي، أي ما يعادل 24.99% من إجمالي رأس المال المصدر للشركة، مما يمثل رقماً قياسياً جديداً في حجم الاكتتابات في سوق دبي المالي.
كما شهد الاكتتاب العام الأولي لشركة "سبينس 1961 هولدينغ" إقبالاً استثنائياً من قبل المستثمرين الإقليميين والدوليين، بالإضافة إلى المستثمرين الأفراد في دولة الإمارات، حيث بلغ إجمالي قيمة الطلبات على أسهم الشركة ما يقرب من 71 مليار درهم، متجاوزاً نسبة التغطية المستهدفة بـ 64 مرة.،ويعتبر هذا الإقبال الأعلى من نوعه في تاريخ الاكتتابات العامة الأولية غير الحكومية في سوق دبي المالي خلال السنوات الأخيرة، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يحظى بها الاقتصاد الإماراتي والفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها الشركة.
كما نجحت شركة "ألف للتعليم القابضة" في تحقيق إنجاز بارز بإدراجها بنجاح في سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال شهر يونيو الماضي، لتصبح أول شركة تطرح أسهمها للاكتتاب العام في السوق خلال العام الجاري، وقد لاقى هذا الطرح إقبالاً استثنائياً من قبل المستثمرين، سواء كانوا محليين أو إقليميين أو دوليين، حيث تجاوز إجمالي قيمة الطلبات على الأسهم 74 مليار درهم، متفوقاً على التوقعات بفارق كبير.
وشهد الطرح العام إقبالاً استثنائياً من قبل المستثمرين، حيث فاقت نسبة التغطية المستهدفة بأكثر من 39 مرة، وذلك حتى بعد زيادة الحصة المخصصة للمستثمرين الأفراد من 8% إلى 10%.
وحققت شركة "إن إم دي سي إينيرجي" نجاحاً باهراً في طرحها العام الأولي بسوق أبوظبي للأوراق المالية خلال شهر سبتمبر الجاري، حيث شهد الطرح إقبالاً استثنائياً من قبل المستثمرين تجاوز التوقعات بكثير، وقد بلغت نسبة تغطية الاكتتاب أكثر من 31 مرة.
حيث تم طرح 1.15 مليار سهم من أسهم الشركة للاكتتاب العام، وهو ما يمثل 23% من إجمالي رأس مالها، بسعر 2.8 درهم للسهم الواحد. وقد تم تخصيص حصة قدرها 0.17% من الأسهم المطروحة للمستثمرين الأفراد، وحصة قدرها 6% للمستثمرين من الشركات.