السوق الصاعدة والسوق الهابطة (صراع الثيران والدببة)

عندما يشهد الاقتصاد تقلبات كبيرة قد تسمع الكثير عن السوق الصاعد والسوق الهابط وهما مصطلحان يستخدمان لوصف شعور المستثمرين سواء بالإيجابية، أو السلبية تجاه سوق الأسهم، وخلال فترات الصعود، أو الانكماش الاقتصادي يستجيب المستثمرون من خلال تمسكم بشدة باستثماراتهم، أو بيعها في أسرع وقت ممكن، وهذا كله يتم اعتمادًا على الاستراتيجية التي يرون أنها ستحقق لهم العوائد أفضل.

ما هو السوق الهابط؟

تُعرّف لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) الأسواق الهابطة بأنها الوقت الذي تنخفض فيه أسعار الأسهم بنسبة 20% على الأقل خلال فترة شهرين، وتكون معنويات السوق عمومًا في تلك الفترة غير متفائلة كثيرًا، وعادةً ما تنتج الأسواق الهابطة عن تراجع اقتصادي بسبب المخاطر الجيوسياسية، أو انفجار فقاعات السوق، وخلال الأسواق الهابطة يحاول العديد من المستثمرين تقليل حجم خسائرهم عبر بيع استثماراتهم مما يساهم في انخفاض الأسعار بالفعل.

تقول فيرونيكا ويليس وهي محللة استراتيجية بمجال الاستثمار في معهد وليز فارجو للاستثمار "الأسواق الهابطة عادةً ما تُغذيها حالة عدم اليقين في النمو الاقتصادي، أو نمو قيمة الأصول مما يتسبب في افتقار المستثمرين إلى الثقة في آفاق نمو الأصول، وهذا يؤدي بهم إلى البيع".

ووفقًا ل Yardeni Research كان أطول سوق هابط في عام 1930 واستمر لمدة 783 يومًا، وكان أقصر سوق هابطة هو 32 يومًا فقط وحدث في أوائل عام 2020 بسبب جائحة كورونا.

ما هو السوق الصاعد؟

على الجانب الآخر، عادةً ما يحدث السوق الصاعد عندما يكون الاقتصاد في حالة صعود، ويشهد مؤشر السوق المتصاعد زيادة بنسبة 20% خلال فترة شهرين على الأقل، خلال هذه المرحلة يشعر المستثمرون بالرضا في حال احتفاظهم باستثماراتهم في السوق على أمل جني المزيد من الأموال من ارتفاع أسعار الأسهم، حيث يتمسك العديد من المستثمرين بالاستثمارات الحالية مع احتمال استثمارهم المزيد ن أموالهم في السوق للاستفادة من الصعود.

والخبر السار أن الأسواق الهابطة عادةً ما تستمر لفترة أقصر من الأسواق الصاعدة، حيث يستمر متوسط السوق الصاعدة 3.8 سنوات حسب Investech Research.

الاختلافات الرئيسية بين السوق الصاعد والهابط

يمكن أن تؤثر الأسواق الهابطة والصاعدة على العديد من المؤشرات الاقتصادية بشكل مختلف، من تكلفة السلع إلى معدل البطالة ومعدلات الفائدة وغير ذلك، ويمكن أن تساعد معرفة الاختلافات الرئيسية بين هاتين المرحلتين على اتخاذ قرارات مستنيرة كمستثمر، حيث تشمل الاختلافات الرئيسية ما يلي:

العرض والطلب

خلال الأسواق الصاعدة، يزداد الطلب على الأوراق المالية، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعارها، ويحدث العكس أثناء هبوط السوق، ويتطلع المستثمرون إلى تقليل خسائرهم عبر البيع بسرعة لاسترداد أموالهم، مما يزيد المعروض من الأوراق المالية المتاحة وهذا بدوره يؤدي إلى خفض أسعار الأسهم.

معنويات المستثمرين

تصنف معنويات المستثمرين الحالة العامة للمستثمرين تجاه ظروف سوق الأسهم في الوقت الفعلي، ويمكن أن تخبرك معنوياتهم كثيرًا عن أداء السوق والاتجاه الذي قد يتجه نحوه، قد يكون المستثمرون أكثر استعدادًا للشراء أثناء الاتجاه الصعودي للسوق، وكذلك قد يقودهم السوق الهابط إلى البيع وتحويل أموالهم إلى استثمارات منخفضة المخاطر.

التغيرات في معدل البطالة

عندما تكبر الشركات وتدر المزيد من الإيرادات خلال السوق الصاعدة ستحتاج إلى توظيف المزيد من الأشخاص، ومن المرجح أن يصبح لديها رأس مال جيد للقيام بذلك، وهذا قد يساعد في خفض معدل البطالة، أما خلال الأسواق الهابطة قد تجمّد الشركات عملية التوظيف الخاصة بها، أو حتى تضطر إلى تقليص أعداد الموظفين لتخفيض التكاليف.

طريقة الاستثمار خلال كل مرحلة من مراحل السوق

عندما ينخفض السوق قد تشعر بأنه يتوجب عليك التصرف بسرعة لحماية أموالك، لكن القرارات المتسرعة قد تكلّفك الكثير على المدى الطويل، وعلى الرغم من عدم وجود نصيحة مجربة وحقيقية تساعد على حماية نفسك خلال كل مرحلة من مراحل السوق إلا أن هناك خطوات يمكنك اتخاذها بغض النظر إذا كان السوق هابطًا، أو صاعدًا وهذه الخطوات تتمثل فيما يلي:

لا تحاول تحديد وقت السوق

إن التنبؤ بسوق الأوراق المالية أمرٌ غير ممكن، ومحاولة تحديد وقت ارتفاع السوق أو انخفاضه أمرٌ محفوف بالمخاطر، فقد تفوتك الأرباح الكبيرة عند التسرع، أو التأخر بالبيع، حيث يشعر المستثمرون في كثير من الأحيان بأن السوق سوف ينخفض وهذا ما يدفعهم إلى عدم الاستثمار، ولكن العكس صحيح أيضًا فتخيل ماذا سيحصل إن لم تستثمر وارتفعت الأسواق؟!

أعد التفكير في استراتيجيتك

بدلًا من التفكير في الوقت الذي يجب عليك الاستثمار به فكّر في كيفية القيام بذلك، فبغض النظر عن التقلبات الدورية تُظهر التجارب السابقة أنّ كل الأوقات مناسبة للاستثمار، حيث يمكن أن يساعد استراتيجيات مثل متوسط التكلفة بالدولار، والاستثمار المستمر في تقليل تأثير تقلبات السوق على محفظتك، والتخلص من شعور القلق من الاستثمار إذا كانت تقلبات السوق تجعلك تشعر بعدم الرغبة بالاستمرار بالاستثمار.

تنويع محفظتك

إذا كان السوق يجعلك غير مرتاح، فيجب أن تفكر في تنويع مزيج الأصول التي تمتلكها بدًا من البيع، هذا يمكن أن يساعدك في البقاء على السكة الصحيحة، مع تبديد المخاطر على أنواع مختلفة من الأصول، وهذا بدوره يؤدي إلى تسهيل التعامل مع التقلبات الحادة التي تحدث في الأسواق.

كيفية التنبؤ بصعود السوق أو هبوطه؟

هناك عدد من الأسباب الفريدة التي تؤدي إلى صعود السعود أو هبوطه، ولكن بالإضافة إلى ذلك هناك عددًا من العوامل التي يمكن أن تشير إلى اقتراب الصعود أو الهبوط، وهي تساعدك على التنبؤ باقتراب السوق الصاعد، أو السوق الهابط:

معدلات التضخم

تؤدي معدلات التضخم المتزايدة بسرعة إلى تقليل أرباح الشركات، أو القوة الشرائية للمستهلكين، وهذه الصعوبة في حصول الشركات على أرباح تؤدي إلى تقلبات في الأسواق، ومن هنا قد تتمكن من التنبؤ بهبوط الأسواق، أو صعودها.

أسعار الفائدة

يمكن أن تؤدي زيادة أسعار الفائدة إلى هبوط الأسواق، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض وهذا يؤدي إلى تقليل إنفاق المستهلكين مما يؤدي إلى تخفيض أرباح الشركات وأسعار الأسهم.

وفي المقابل يمكن أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى صعود الأسواق وذلك لأن الشركة والمستهلكين سينفقون أكثر، وهذا يعزز نمو الاقتصاد، وأرباح الشركات، وأسعار الأسهم.

تقلبات أسعار المنازل

نظرًا إلى أن أغلب ثروة الناس يشترون بها المنازل التي يسكنون بها، أو أنهم يدفعونها كآجار للمكان الذي يعيشون به، فإن التقلبات الكبيرة في متوسط أسعار المنازل يمكن أن تحفز الأسواق إما نحو الصعود، أو الهبوط، ومن هنا أيضًا يمكنك التنبؤ بقدوم أسواق صاعدة أو هابطة.