سوق أبوظبي العالمي يشهد زيادة 31% في تسجيل الشركات بالنصف الأول

شهد سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي الرائد في المنطقة، نمواً ملحوظاً في عدد الشركات التي اختارته مقراً رئيسياً لها خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث ارتفع العدد بنسبة 31% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتأتي هذه الزيادة الهائلة في ظل التوجه المتزايد للشركات العالمية نحو التوسع في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا سيما في ظل البيئة الاستثمارية الجاذبة التي توفرها أبوظبي. وقد عزز هذا النمو انضمام أسماء لامعة في عالم الخدمات المالية مثل مورغان ستانلي إلى قائمة الشركات التي اختارت الإمارة مقراً لها.

كما سجلت أبوظبي في السنوات الأخيرة تدفقاً كبيراً للاستثمارات الأجنبية، حيث جذبت عدداً كبيراً من المؤسسات المالية العالمية مثل البنوك وصناديق التحوط ومكاتب العائلية وشركات رأس المال المغامر، بالإضافة إلى المتعاملين في أسواق العملات المشفرة.

ويعود سبب هذا الإقبال الكبير إلى الرغبة في الاستفادة من سوق مالي واعد يضم بعض أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، مثل جهاز أبوظبي للاستثمار ومبادلة وإيه.دي.كيو، مما يوفر فرصاً استثمارية واعدة وبيئة استثمارية جاذبة.

وقد ساهم هذا التوجه الاستثماري الجاذب في استقطاب شخصيات بارزة في عالم المال والأعمال، مثل الملياردير راي داليو، مؤسس صندوق التحوط العملاق بريدجووتر أسوسيتس، الذي اختار أبوظبي مقراً لفرع من مكتبه العائلي العام الماضي.

كما انضم إليه نخبة من المستثمرين العالميين، مثل بريفان هوارد، مما يعكس الثقة المتزايدة في بيئة الأعمال والاستثمار في الإمارة.

كما شهدت أبوظبي تطوراً ملحوظاً في جذب المؤسسات المالية العالمية، حيث نجحت في استقطاب بنوك كبرى مثل غولدمان ساكس وروتشيلد، اللتين كانتا تقليدياً تختاران دبي كمركز إقليمي لهما. إلا أن التغيرات في المشهد الاقتصادي والمنافسة الشديدة دفعت هاتين المؤسستين إلى اتخاذ قرار استراتيجي بإنشاء مكاتب أصغر في العاصمة الإماراتية أبوظبي والرياض، وذلك لتلبية احتياجات عملائهما المتزايدة في هذه الأسواق الواعدة.

وبينما تواجه مراكز مالية عالمية عريقة مثل وول ستريت وكناري وارف في لندن تحديات في سوق العقارات التجارية، تشهد المراكز المالية الناشئة في المنطقة، وعلى رأسها أبوظبي، طلباً متزايداً على المساحات المكتبية. هذا الإقبال الكبير دفع هذه المراكز إلى وضع خطط طموحة للتوسع، مما يعكس الثقة في مستقبلها الاقتصادي.

ويسعى المركز المالي إلى تحقيق توسع هائل يهدف إلى زيادة مساحته عشرة أضعاف، وذلك من خلال إضافة جزيرة الريم إلى موقعه الحالي في جزيرة الماريه. هذا التوسع الضخم يعكس الطموح الكبير للمركز في ترسيخ مكانته كقوة مالية إقليمية.

وقد أعلن المركز المالي اليوم الأربعاء عن تحقيق نمو قوي في عدد التراخيص الجديدة التي تم إصدارها في أبوظبي خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث بلغ العدد 1271 ترخيصاً، بزيادة نسبتها 20.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأعلنت السوق المالية أن المركز المالي قد حقق نمواً متسارعاً خلال النصف الأول من العام، حيث وصل إجمالي عدد الشركات التي أنشأت مقراً فيه إلى 2088 شركة. كما ارتفعت الأصول المدارة بشكل ملحوظ بنسبة 226% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك بفضل وجود 112 مديراً للصناديق والأصول يديرون 141 صندوقاً. هذه الأرقام تؤكد المكانة المتنامية للمركز كمركز مالي إقليمي.

وقد حصلت شركات عريقة مثل أكسا الفرنسية لمديري الاستثمارات ومورغان ستانلي على تراخيص خدمات مالية. كما حصلت شركات ناشئة واعدة مثل بلو آول وبينينسولا على موافقات أولية.

وقد أكد المركز أن الطلب على تأسيس كيانات جديدة لإدارة الأصول في سوق أبوظبي العالمي لا يزال قوياً، مشيراً إلى وجود خطط طموحة من قبل صناديق التحوط وشركات الاستثمار الخاص والصناديق المؤسسية وشركات رأس المال المغامر لإنشاء مقراتها في هذا السوق الحيوي.