يعد سوق الأسهم بيئة دائمة التغير (ديناميكية) تتأثر تحركاتها، وتقلباتها بالعديد من العوامل من المؤشرات الاقتصادية، إلى الأحداث الجيوسياسية، ومعنويات المستثمرين، هي كلها عوامل تسبب تقلب أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم، حيث يعد فهم هذه العوامل والاطلاع عليها أمرًا ضروريًا للمستثمرين، والمشاركين في سوق الأوراق المالية فهذا يمكنهم من التنقل في الطبيعة المتقلبة للأسواق المالية بفعالية أكبر.
أهمية سوق الأسهم
يعد سوق الأسهم عنصر هام في النظام المالي والاقتصادي، فهو بمثابة منصة لبيع وشراء أسهم الشركات المتداولة علنًا، وهذا يسمح للأفراد، والمؤسسات بالاستثمار في الشركات التجارية والمشاركة في أرباحها، كما يلعب سوق الأوراق المالية عدة أدوار مهمة وهي تتمثل فيما يلي:
تكوين رأس المال
يسهّل سوق الأسهم على الشركات جمع رأس المال عبر تزويدها بوسائل لجمع الأموال لاستخدامها في توسيع أعمالها، وأنشطتها الاستثمارية الأخرى، وهذا يساعد الشركات على تمويل عملياتها ومتابعة نموها مما يؤدي بالنهاية إلى تحفيز النشاط الاقتصادي العام.
تحقيقها لفرص الاستثمار الجديدة
يوفر سوق الأسهم للمستثمرين الأفراد، والشركات مجموعة واسعة من فرص الاستثمار، وهو يمكّن المستثمرين من تنويع محافظهم عبر شراء أسهم شركات من قطاعات ومناطق جغرافية مختلفة، وهذا التنويع يساعد على توزيع المخاطر، وربما زيادة العوائد.
هي بمثابة آلية التسعير
تعمل أسواق الأسهم كآلية تسعير فعّالة تحدد قيمة الشركات المتداولة علنًا، ومن خلال العرض والطلب تعكس أسعار الأسهم توقعات المشاركين في السوق التي توضح الآفاق المستقبلية للشركات، وإمكانات تحقيق الأرباح، والأداء العام.
مقياسًا للصحة الاقتصادية العامة
يعتبر أداء سوق الأسهم في كثير من الأحيان مقياسًا للصحة الاقتصادية العامة، فعندما يكون أداء سوق الأسهم جيدًا فهذا يعد مؤشرًا إيجابيًا يُظهر مدى الثقة في الاقتصاد، وآفاق النمو، وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يكون الانخفاض في الأداء بسوق الأسهم علامة على عدم الاستقرار الاقتصادي، أو الانكماش المحتمل.
تكوين الثروة
تتيح المشاركة في سوق الأسهم للمستثمرين تكوين ثروة عبر زيادة رأس المال، وتوزيعات الأرباح التي تقدمها الشركات، ومع نمو الشركات وتحقيق الأرباح يمكن أن تزيد قيمة الأسهم مما يؤدي إلى تحقيق مكاسب رأسمالية للمستثمرين، الذين يستفيدون من توزيع الشركات جزءًا من أرباحها عليهم مما يوفر لهم تدفقًا منتظمًا للدخل.
العوامل المؤثرة على تحركات سوق الأسهم
يمكن أن تكون العوامل المؤثرة على تحركات سوق الأسهم معقدة فهي تشمل مجموعة واسعة من التأثيرات الاقتصادية، والسياسية، والنفسية، وفيما يلي بعض العوامل الرئيسية التي لابد من مراعاتها:
المؤشرات الاقتصادية
نمو الناتج المحلي الإجمالي، ومعدلات التضخم، وبيانات التوظيف، وأسعار الفائدة كلها من المؤشرات الاقتصادية التي لها تأثير كبير على تحركات سوق الأسهم، وغالبًا ما تؤدي المؤشرات الاقتصادية الإيجابية إلى زيادة ثقة المستثمرين وارتفاع أسعار الاسهم، بينما المؤشرات السلبية ستؤدي إلى انخفاض السوق.
أرباح الشركات
يؤثر الأداء المالي للشركات وتقارير أرباحها الفصلية بشكل كبير على أسعار الأسهم، حيث يعزز النمو القوي للأرباح تفاؤل المستثمر وهذا بالطبع يؤدي إلى زيادة الطلب على السهم مما يؤدي إلى ارتفاع سعره، وفي حين أن الأرباح المخيبة للآمال يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الطلب على الأسهم مما يؤدي إلى انخفاض سعرها.
الأحداث الجيوسياسية
يمكن أن يكون للتطورات السياسية، والجيوسياسية مثل النزاعات التجارية، والحروب، والانتخابات، والتغيرات التنظيمية تأثيرات على أسواق الأسهم، إذ تؤدي خيبة الأمل من الأحداث الجارية إلى تقلبات في السوق، وقلق المستثمرين.
السياسة النقدية
الإجراءات المتخذة من قبل البنوك المركزية مثل تعديل أسعار الفائدة، وتنفيذ السياسات النقدية يمكن أن تؤثر على أسواق الأسهم، حيث تحفز أسعار الفائدة المنخفضة النمو الاقتصادي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الأسهم، بينما قد يكون لارتفاع أسعار الفائدة تأثير معاكس.
مشاعر المستثمرين
تلعب معنويات السوق، ومشاعر المستثمرين دورًا كبيرًا في تقلبات سوق الأسهم، ويمكن أن يؤدي الخوف، والطمع في السوق إلى تقلبات فيه، حيث تساعد مؤشرات المعنويات مثل استبيانات المستثمرين، ومؤشرات معنويات السوق على مزاج المشاركين في السوق مما يؤثر على قرارات الشراء، والبيع.
التطورات التكنولوجية
يمكن أن تسبب الابتكارات التكنولوجية توقف لبعض الصناعات وخلق فرص جديدة تؤثر على تقلبات سوق الأوراق المالية، وذلك لأن الصناعات التي تشهد تطورات تقنية سريعة مثل قطاع التكنولوجيا تجذب اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين مما يؤثر على معنويات السوق بشكل عام.
الاتجاهات الاقتصادية العالمية
معدلات النمو الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى، والعلاقات التجارية الدولية، وأسعار السلع الأساسية يمكن أن تؤثر على أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم، ونظرًا إلى الترابط بين الاقتصادات فقد تُحدِث التطورات الاقتصادية في بلد ما آثارًا مضاعفةً على الأسواق العالمية.
العرض والطلب في السوق
تنطبق المبادئ الأساسية لكل من العرض والطلب على سوق الاسهم أيضًا، فإذا كان هناك عدم توازن بين المشترين، والبائعين فقد يُحدث ذلك تحركات أسعار كبيرة، حيث تؤثر عوامل مثل سيولة السوق، وأحجام التداول، ورغبة المستثمرين في المخاطرة، على ديناميكيات العرض والطلب في السوق.