الذهب يتحاوز 2400$ بعد بيانات التضخم الامريكية | ما تأثير ذلك على الدولار والأسهم الأمريكية

سجل سعر الذهب قفزة ملحوظة تجاوزت 1% يوم الخميس متخطيًا 2400 دولار للأونصة، ويأتي هذا الارتفاع الحاد في أعقاب صدور بيانات التضخم الأمريكي التي أظهرت تراجعًا غير متوقع في أسعار المستهلكين خلال الشهر الماضي.

ويشير هذا التطور إلى أن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يضطر إلى تعديل سياسته النقدية الحالية، وربما يتجه نحو خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

هذا التوقع بدوره يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن للاستثمار، إذ يميل المستثمرون إلى اللجوء إليه في ظل فترات عدم اليقين الاقتصادي، وتراجع قيمة العملات.

وبحلول الساعة 12:56 بتوقيت جرينتش صعد المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 1.5 بالمئة إلى 2406.99 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ 22 مايو.

كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.4% إلى 2412.6 دولار أمريكي.

أما أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية فقد انخفضت على نحو غير متوقع، كما كان الارتفاع على أساس سنوي هو الأقل خلال عام، مما يُرجح عودة التباطؤ في الأسعار ويُقرب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خطوة إضافة من قرار خفض الفائدة.

حيث أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في إفادته أمام مجلس الشيوخ والنواب خلال الأيام القليلة الماضية إلى أن البنك المركزي يقترب من قرار خفض الفائدة.

أما عن باقي المعادن النفسية، فقد صعد معدن الفضة في المعاملات الفورية 2.7% إلى 31.63 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ 31 مايو.

أما البلاتين فقد ارتفع أيضًا 1.9% إلى 1008.35 دولار أمريكي، كما ارتفع البلاديوم 1.6 بالمئة ليصل إلى 1002.54 دولار أمريكي.

إذًا، يشير هذا الارتفاع الحاد في أسعار الذهب إلى تزايد قلق المستثمرين بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي وتأثيره على أسواق الأسهم.

حيث يعتبر الذهب تاريخيًا ملاذًا آمنًا للاستثمار في مثل هذه الظروف، حيث يحافظ على قيمته الشرائية على المدى الطويل.

ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الصعودي في أسعار الذهب على المدى القريب، وبالأخص إذا ما استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في الإشارة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، ومع ذلك يجب على المستثمرين الانتباه إلى التطورات الجيوسياسية والعوامل الأخرى التي قد تؤثر على أسعار المعادن الثمينة.

تأثير ارتفاع سعر الذهب على الدولار الأمريكي

عادةً ما تكون العلاقة بين سعر الذهب وقيمة الدولار الأمريكي عكسية بمعنى آخر، عندما يرتفع سعر الذهب، غالبًا ما يتراجع الدولار الأمريكي.

وذلك لأن الذهب يعد ملاذ آمن للاستثمار في فترات عدم اليقين الاقتصادي، والتضخم، فعندما يرتفع الطلب على الذهب كملاذ آمن يقل الطلب على الدولار الأمريكي، مما يؤدي إلى انخفاض قيمته.

وغالبًا ما يرتبط ارتفاع أسعار الفائدة بقوة الدولار الأمريكي، فهو يجذب المستثمرين إلى الأصول التي توفر عوائد أعلى، لكن عندما يرتفع سعر الذهب فقد يشير ذلك إلى توقعات بتراجع أسعار الفائدة مما يُضعف الدولار الأمريكي.

تأثير ارتفاع سعر الذهب على الأسهم الأمريكي

يؤثر ارتفاع سعر الذهب على الأسهم الأمريكية بشكل غير مباشر، ويمكن أن يختلف باختلاف القطاعات والشركات.

فالشركات التي تعتمد على المواد الخام، مثل شركات التعدين قد تستفيد من ارتفاع أسعار الذهب، بينما قد تتأثر الشركات المعتمدة على الدولار الأمريكي القوي سلبًا.

كما أن ارتفاع سعر الذهب مرتبطًا بارتفاع التضخم فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الإنتاج للشركات مما قد يؤثر سلبًا على أرباحها وأسعار أسهمها.

ولرد فعل المستثمرين تجاه ارتفاع سعر الذهب يعتمد على تقييمهم للأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع، فإذا اعتبروا ذلك مؤشرًا على ضعف الاقتصاد فقد يتحركون نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، مما يؤدي إلى انخفاض الأسهم.