مقدمة تعريفية عن التحليل الفني في سوق العملات

يلعب التحليل الفني دورًا مهمًا في فهم وتحليل سوق العملات الأجنبية وذلك عبر دراسة البيانات التاريخية للأسعار، وأنماط الرسوم البيانية، مما يمكن المتداولين، والمستثمرين من الحصول على رؤى قيّمة حول تحركات الأسعار المستقبلية، فهو له أهمية كبيرة في سوق الفوركس لهذا نتعمق في هذا المقال في أساسيات التحليل الفني بسوق العملات ونكتشف الغرض منه، وأساسياته، وأدواته الرئيسية.

ما المقصود بالتحليل في الفني في سوق العملات؟

يشير التحليل الفني في سوق العملات إلى ممارسة دراسة بيانات الأسعار التاريخية، وأنماط الرسم البياني، والمؤشرات المختلفة لتحليل وتوقع تحركات الأسعار المستقبلية لأزواج العملات، وهي منهجية يستخدمها تجار الفوركس والمستثمرون لاتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على تحليل أنماط، واتجاهات الأسعار بدلًا من الاعتماد فقط على التحليل الأساسي.

في التحليل الفني، يفحص المتداولون بيانات الأسعار التاريخية، مثل أسعار الافتتاح، وأسعار الإغلاق، بالإضافة إلى أحجام التداول لتحديد الأنماط، والاتجاهات والتي عبر تحليلها سيتمكنون من توقع تحركات الأسعار المستقبلية المحتملة، واتخاذ قرارات التداول وفقًا لها.

أساسيات يعتمد عليها التحليل الفني في سوق العملات

يعتمد التحليل الفني في سوق الفوركس على عدة مبادئ أساسية وهي تتمثل فيما يلي:

دراسة حركة الأسعار

يعتقد المحللون الفنيون أن كافة المعلومات المتاحة بما في ذلك العوامل الأساسية، والبيانات الاقتصادية، ومعنويات السوق تنعكس بالفعل على سعر زوج العملات، إلا أنهم يركزون على دراسة حركة الأسعار وأنماطها لتحليل سلوك السوق، واتخاذ قرارات التداول.

التاريخ يعيد نفسه

يعتقد المحللون الفنيون أن أنماط، واتجاهات السوق تتكرر بمرور الوقت، لهذا هم يهدفون من دراسة بيانات الأسعار التاريخية إلى تحديد الأنماط المتكررة، لاستخدامها للتنبؤ بحركات الأسعار المستقبلية.

تحليل الاتجاهات

يؤكد المحللون الفنيون على أهمية تحديد الاتجاهات في سوق العملات والتي يمكن تصنيفها على أنها إما اتجاهات صعودية (ارتفاع الأسعار)، أو اتجاهات هبوطية (هبوط الأسعار)، واتجاهات جانبية (أسعار محددة النطاق) ويهدف المتداولون إلى التداول في اتجاه السعر السائد لزيادة فرصهم في النجاح.

مستويات الدعم والمقاومة

يتضمن التحليل الفني تحديد مستويات الدعم والمقاومة، وهي مستويات أسعار محددة واجه زوج العملات صعوبة في تجاوزها في السابق، إذ يعتبر مستوى الدعم أنه منطقة يتوقع ألا ينخفض السعر عندها أكثر، أما مستوى المقاومة فهو المنطقة التي يتوقع أن يجد فيها السعر صعوبة بتحقيق المزيد من الارتفاع، ويستخدم المتداولون مستويات الدعم والمقاومة لتحديد نقاط الدخول، والخروج المحتملة.

المؤشرات الفنية

لاستكمال تحليل الأسعار يستخدم التحليل الفني مجموعة واسعة من المؤشرات مثل المتوسطات المتحركة، ومؤشرات التذبذب، ومؤشرات الزخم، وهي عبارة عن حسابات رياضيات تعتمد على بيانات السعر، والحجم، وتوفر رؤى إضافية لاتجاهات السوق وزخمه، وظروف ذروة الشراء، أو ذروة البيع، والانعكاسات المحتملة.

إذن، يهدف المتداولون من خلال الجمع بين أدوات وتقنيات التحليل الفني المختلفة إلى اكتساب فهم أفضل لسوق العملات، وتحديد فرص التداول الملائمة، واتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق بالدخول، والخروج، وإدارة المخاطر.

أهمية التحليل الفني في تجارة الفوركس

لا يمكن الاستهانة بأهمية التحليل الفني في تداول العملات الأجنبية فهو أداة حيوية تساعد المتداولين على اتخاذ قرارات مستنيرة، وتحديد فرص التداول المحتملة، وإدارة المخاطر بفعالية، وفيما يلي بعض الأسباب التي تجعل التحليل الفني ذو أهمية كبيرة في سوق الفوركس:

تحليل حركة السعر

يركز التحليل الفني على دراسة بيانات، وأنماط الأسعار التاريخية، وعبر تحليل حركة السعر سيتمكن المتداولون من الحصول على رؤى حول سلوك السوق، وتقلبات العرض والطلب، ونفسية المشاركين في السوق، إذ تساعدهم هذه المعلومات على فهم القوى الدافعة لتحركات الأسعار والتنبؤ بحركة السعر المستقبلية.

توقيت نقاط الدخول والخروج

يتيح التحليل الفني للمتداولين تحديد نقاط الدخول، والخروج المثلى لصفقاتهم وذلك باستخدام المؤشرات الفنية المختلفة، وأنماط الرسم البياني، وتحليل الاتجاهات التي توفر لهم معلومات تساعدهم في تحديد الأوقات المناسبة للدخول في صفقات مربحة، أو الخروج منها، وهذا يزيد من فرص حصولهم على أرباح أفضل.

تحديد الاتجاه

يعد تحديد الاتجاه السائد والتداول فيه مبدأ أساسي في تداول العملات الأجنبية، حيث يوفر التحليل الفني أدوات وتقنيات لتحديد الاتجاهات، وقوتها، ومدتها، وعبر ذلك يتمكن المتداولون من زيادة احتمالية النجاح، مع التقليل من مخاطر التداول مقابل زخم السوق.

إدارة المخاطر

تعتبر الإدارة الفعالة للمخاطر ضرورية في تداول العملات الأجنبية، ويلعب التحليل الفني دورًا حيويًا في هذا الجانب فعبر استخدام أدوات مثل أوامر وقف الخسارة سيتمكن المتداولون من تحديد مستويات المخاطرة، وحماية رأس مالهم، كما يساعد التحليل الفني أيضًا في تحديد أهداف ربح واقعية، وإدارة المراكز التجارية بناءً على تقلبات السوق، وأنماط الأسعار.

تكملة مهمة التحليل الأساسي

يركز التحليل الأساسي على تقييم المؤشرات الاقتصادية، والأحداث الإخبارية، والعوامل الجيوسياسية لتقييم القيمة السوقية للعملة، كما أن التحليل الفني يكمل عمل التحليل الأساسي عبر توفيره لرؤى حول معنويات السوق، وحركة الأسعار، مما يساعد المتداولين على التحقق من صحة وجهات نظرهم الأساسية، واتخاذ قرارات تداول شاملة.

تطوير استراتيجيات التداول

التحليل الفني مفيد في تطوير استراتيجيات التداول فهو يمكّن المتداولين من الجمع بين المؤشرات الفنية المختلفة، وأنماط الرسوم البيانية، والأدوات التحليلية لإنشاء استراتيجية تداول منتظمة، فالتحليل الفني يساعد على إجراء الاختبار الخلفي، والمسبق لهذه الاستراتيجيات بحيث يتمكن المتداولون من تقييم أدائهم، وتحسين أساليبهم، ووضع خطط تداول متزنة.

القدرة على التكيف مع التداول قصير الأجل

يُعرف سوق الفوركس بسيولته الكبيرة وتقلباته العديدة، وهذا يجعله سوقًا جذابًا للمتداولين على المدى القصير، حيث يوفر التحليل الفني الأدوات اللازمة لتحليل تحركات الأسعار على المدى القصير، واتخاذ قرارات تداول سريعة، لهذا يعتمد المتداولون الذين يتبعون استراتيجية قصيرة المدى على التحليل الفني، وأنماط الشموع، وتحليلات الرسم البياني للاستفادة من تقلبات الأسعار اليومية.

قابلية التطبيق على كافة أزواج العملات

يمكن استخدام التحليل الفني على أي زوج عملات بغض النظر عن العوامل الاقتصادية الأساسية، فهو يعتمد على مبدأ أن أنماط، واتجاهات الأسعار تكرر نفسها بمرور الوقت، وهذه الشمولية تجعل التحليل الفني أداة قيمة للمتداولين حول العالم، وبغض النظر عن العملة التي يتداولونها.

ختامًا، من المهم ملاحظة أن التحليل الفني لا يمكن اعتباره تبنؤ مضمون لتحركات الأسعار المستقبلية، بل هو نهج احتمالي يساعد المتداولين على تقييم الاحتمالات، واتخاذ قرارات التداول بناءً على الأنماط، والاتجاهات التاريخية السابقة، وغالبًا ما يستخدمه المتداولون مع التداول الأساسي لاكتساب فهم شامل لسوق العملات، ووضع استراتيجيات تداول شاملة.