يسمح سوق الأسهم للمستثمرين بجني الأرباح من تقلبات السوق التي تتكرر باستمرار لكن نظرًا إلى تواجد عدد كبير من الأسهم المدرجة في هذا السوق يصبح من الصعب تكوين فكرة عنه من خلال متابعة أداء سهم واحد ومن هنا تأتي أهمية المؤشرات التي تمكّن المستثمرين من الحصول على لمحة شاملة عن أداء الأسهم في قطاع معين، كما وتساعد هذه المؤشرات المستثمرين كي يبقوا على اطلاع دائم على أداء الأسهم المدرجة في المؤشر، وبالتالي تساعدهم على تحديد ما إذا كان من المناسب البدء باستثمار أم لا.
أيهما أفضل، ناسداك أم S&P 500 أم داو DJIA؟
بالحقيقة لا يمكن الإجابة على هذا السؤال قطعيًا فالخيار الأفضل يعتمد على أهدافك الاستثمارية، والمخاطر التي تستطيع تحملها والتي تختلف من مستثمر إلى آخر.
لتعرف أيهما أفضل بالنسبة لك لابد من الاطلاع على سمات كل مؤشر، تعتبر مؤشرات ناسداك 100، وداو جونز الصناعي DJIA، وS&P 500 من أهم 3 مؤشرات سوق الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعد مؤشر داو جونز مقياسًا لأكبر الشركات وهو يميل أكثر للشركات ذات أسعار الأسهم الأعلى، أما مؤشر S&P فهو يتابع السوق بالكامل عن قرب، أما مؤشر ناسداك فهو مقياسًا للشركات التكنولوجية غير المالية الكبرى.
يٌنصح المستثمرين بتنويع محافظهم الاستثمارية عبر تحقيق توازن بين الاستثمار في أسهم الشركات الكبرى، والصغيرة والمتوسطة من القطاعات المختلفة، عبر الاستفادة من الخصائص الفريدة لكل مؤشر الموضحة فيما يلي:
مؤشر S&P 500
لنبدأ بمؤشر S&P 500 الأكثر استخدامًا وشهرةً في العالم، هذا المؤشر يتتبع أسهم 500 شركة أمريكية كبيرة، وهو يمثل أداء سوق الأسهم الأمريكية من خلال الإبلاغ عن المخاطر، وعوائد أكبر الشركات، ويتتبع هذا المؤشر أداء شركات مثل ميتا، وأبل، وأمازون، وجوجل، ونيتفليكس، فهذه الشركات كلها جزء من مؤشر S&P 500 الذي يستخدمه المستثمرون كمعيار للسوق ككل.
مؤشر ناسداك 100
يتضمن مؤشر ناسداك أسهم أكبر 100 شركة غير مالية مدرجة في البورصة، وتفرض ناسداك بعض المتطلبات المحددة بصرامة على الشركات التي سيتم إدراجها فيه حيث تحتاج الشركة إلى تحقيق متوسط حجم تداول يومي يبلغ 200000 سهم، ويجب أن تكون مدرجة في السوق لمدة 3 أشهر على الأقل ليتم إدراجها في هذا المؤشر، ومن المثير للاهتمام أن مؤشر ناسداك 100 كان يقتصر على 100 سهم في الأصل، لك اليوم يتكون من 107 سندات ملكية صادرة عن 100 شركة.
وعند مقارنة مؤشري S&P وناسداك ببعضها البعض نجد أن ناسداك هو مؤشر قوي للشركات التي تعمل بمجال تكنولوجيا المعلومات، في حين أن مؤشر S&P هو مؤشر ذو قاعدة عريضة، فهناك مائة سهم مدرج في ناسداك بينما في مؤشر S&P 500 هناك 500 سهم مما يعطي تنوع كبير لأولئك الذين يرغبون في تنويع محافظهم الاستثمارية، وعلاوة على ذلك هناك أسهم كبيرة ومتوسطة مدرجة في بورصة ناسداك بينما لمؤشر S&P 500 هناك أسهم كبيرة فقط.
مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA)
DJIA هو اختصار لمؤشر داو جونز الصناعي والذي يشار إليه عادة بمؤشر داو جونز، ويشمل هذا المؤشر 30 شركة فقط، وهو أحد أقدم المؤشرات في الأسواق المالية، ويبلغ عمره أكثر من 120 عام، والغرض من مؤشر DJIA هو تتبع متوسط أداء 30 صناعة أمريكية رئيسية، وتعتبر شركات مثل نايك، وكوكا كولا جزءًا من هذا المؤشر.
بماذا تختلف هذه المؤشرات عن بعضها البعض؟
على الرغم من أن المهمة الأساسية لمؤشرات سوق الأسهم الثلاثة المذكورة أعلاه متشابهة إلا أن طريقة التنفيذ تختلف تمامًا، ولهذا السبب تمنحك المؤشرات الثلاث نظرة مختلفة تمامًا عن كيفية أداء الأسهم، وتتمثل الاختلافات الرئيسية فيما يلي:
الاختلاف الأول: منهجية الحساب
الاختلاف الأول في طريقة التنفيذ تتمثل في منهجية الحساب، حيث يعطي متوسط دوا جونز الصناعي وزنًا أكبر للشركات ذات سعر السهم الأعلى، وهذا يعني أن شركة ibm التي يتم تداولها مقابل 200 دولار للسهم لها وزن أكبر بكثير من بنك أوف أمريكا الذي يبلغ سعر سهمه 10 دولار فقط.
أما في مؤشر S&P 500 فيتم الاحتساب بناءً على عاملين رئيسين هما القيمة السوقية للأسهم، وتعويم السوق، حيث يتم ترجيح المؤشر بشكل أساسي من خلال العامل الأول وهو القيمة السوقية، وهذا يعني أن الشركات الكبيرة مثل أبل، وجوجل لها وزن أكبر، ومع نمو حجم الشركات فإن المؤشر سيرتفع أكثر بارتفاع قيمتها السوقية.
أما مؤشر S&P 500 فهو يُحتسب بناءً على عاملين رئيسيين هما القيمة السوقية للأسهم وتعويم السوق.
حيث تعرف القيمة السوقية بأنها قيمة الشركة ككل في البورصة، وهي تُحدد بناءً على عدد الأسهم المتداولة في السوق مضروبةً بسعر السهم. أما تعويم السوق يشير إلى عدد الأسهم التي يتم تداولها في السوق مقارنةً بإجمالي عدد الأسهم التي تم إصدارها من قبل الشركة.
وبسبب أن القيمة السوقية للشركات الكبيرة تكون عالية، فإنها تحصل على وزن أكبر في حساب المؤشر. ومن المثير للاهتمام أن شركات ميتا، وأمازون، وأبل، وجوجل، ونيتفليكس تشكل حوالي 19٪ من مؤشر S&P 500، وهي شركات كبيرة وتكنولوجية، وهذا يعني أن أدائها يؤثر بشكل كبير على أداء المؤشر بأكمله.
أما مؤشر ناسداك 100 تصنف فيه الأسهم بناء على القيمة السوقية أيضًا، وهذا يعني أن الشركات التي لها قيمة سوقية إجمالية أكبر تمتلك وزن أكبر فيه.
الاختلاف الثاني: نوع الشركات
يكمن الاختلاف الثاني في طريقة عمل مؤشرات سوق الأسهم في نوع الشركات المضمنة في المؤشرات، حيث يتتبع مؤشر داو جونز قيمة 30 شركة كبيرة التي تعتبر من الشركات ذات الأسماء المعروفة، أما مؤشر S&P 500 يميل إلى أن يكون أوسع على أمل تمثيله لعدد أكبر من الشركات من مختلف القطاعات، ومؤشر ناسداك 100 يشمل فقط أسهم الشركات التكنولوجية الغير مالية الكبرى المتداولة في سوق ناسداك.
عوامل يجب مراعاتها عند اختيار مؤشر الأسهم المناسب
هناك عدة عوامل يجب أخذها في عين الاعتبار عند اختيار المؤشر المناسب وهي تشمل ما يلي:
أهدافك الاستثمارية
يجب أن ترشدك غاياتك، وأهدافك الاستثمارية إلى اختيارك لمؤشر الأسهم المناسب، فإذا كنت تبحث عن تداول طويل الأجل فيمكنك التفكير في مؤشر يركّز على الأسهم التي تنمو مع مرور الوقت، أما إذا كنت تبحث عن دخل ثابت فاختر مؤشر يتتبع الأسهم التي تحقق ربحًا دوريًا.
تنويع القطاع
من الهم اختيار مؤشر يضم شركات من قطاعات مختلفة، فهذا سيساعدك على تنويع محفظتك وتقليل تعرضك لمخاطر الاستثمار في صناعة واحدة فقط.
الأداء التاريخي
يجب أن تفكر أيضًا في الأداء التاريخي للمؤشر الذي تفكر بالاستثمار به، فابحث عن مؤشر يملك سجل حافل من الأداء المتناسق على مدار سنوات عدة.
تحملك المخاطر
تحمل مؤشرات الأسهم المختلفة معدلات مختلفة من المخاطر، فبعض المؤشرات تكون متقلبة أكثر من غيرها، وهذا يعني إمكانية تعرضها لتقلبات أسعار أكبر خلال فترات زمنية قصيرة، لهذا تأكد من أن المؤشر الذي تختاره يتماشى مع قدرتك على تحمل المخاطر.
التكلفة
تكلفة الاستثمار في المؤشر من الأمور الواجب مراعاتها، لهذا ابحث عن مؤشر يقدّم نسب نفقات وتكاليف معاملات منخفضة فهذا يساعدك على تحقيق أرباح أفضل.
إمكانية الحصول على المؤشر
تأكد من أن المؤشر الذي تريد الحصول عليه متاح لك كمستثمر إذ قد تتطلب بعض المؤشرات حدًا أدنى للاستثمار أعلى من غيرها، أو قد لا تكون متاحة في منصة الوساطة التي تتعامل معها.