تشهد أسعار النفط العالمية ارتفاعاً ملحوظاً مع بداية الأسبوع، مدعومة بتطورات جيوسياسية جديدة في منطقة الشرق الأوسط، فقد أعلنت حكومة بنغازي الليبية عن قرار مفاجئ بإغلاق كافة حقول النفط التابعة لها، مما سيؤدي حتمًا إلى توقف كامل للإنتاج والصادرات النفطية من تلك المنطقة الغنية بالنفط.
هذا الإجراء يأتي في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، مما يثير مخاوف بشأن انقطاع إمدادات النفط العالمية وتأثير ذلك على الأسواق العالمية، حيث يُذكر أن ليبيا تعد من الدول المنتجة للنفط، ويشكل إنتاجها جزءًا هامًا من إجمالي الإنتاج العالمي.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا التطور إلى زيادة الضغوط على أسعار النفط الخام، لا سيما مع استمرار المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة، كما أن هذا القرار قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات البترولية المشتقة، مثل البنزين والديزل، مما سيؤثر بشكل مباشر على المستهلكين والشركات على حد سواء.
يتابع الخبراء الاقتصاديون عن كثب تطورات الأوضاع في ليبيا والشرق الأوسط، حيث يتوقعون أن يكون لهذا القرار تداعيات واسعة النطاق على أسواق الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي بشكل عام.
حيث شهدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 2.28%، أي ما يعادل 1.8 دولار للبرميل، لتصل إلى 80.82 دولار للبرميل في تمام الساعة 01:56 مساءً بتوقيت مكة المكرمة إذ يمثل هذا الارتفاع زيادة قوية في سعر النفط خلال هذه الفترة.
كما شهدت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم أكتوبر ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 2.26%، أي ما يعادل 1.69 دولار للبرميل، لتصل إلى 76.52 دولار للبرميل، وهذا الارتفاع يمثل زيادة قوية في سعر النفط الخام الأمريكي خلال هذه الفترة.
وقد حذر "جيوفاني ستونوفو"، المحلل لدى بنك "يو بي إس"، في تصريحات لوكالة "رويترز" من أن أكبر تهديد يواجه سوق النفط حالياً هو احتمال تراجع جديد في إنتاج النفط الليبي، وأرجع "ستونوفو" هذا التهديد إلى التوترات السياسية المتصاعدة داخل ليبيا.
كما يرى "وارن باترسون"، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في بنك "آي إن جي"، أن أسواق النفط أصبحت أكثر قدرة على تحمل الصدمات الناجمة عن التوترات في الشرق الأوسط، وذلك على الرغم من التصعيد الأخير في المنطقة، وقد نقلت وكالة "بلومبرج" عن "باترسون" قوله إن السوق قد تطورت لتصبح أكثر مرونة في مواجهة هذه التحديات التي استمرت لعام تقريبًا دون أن تؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط.
إذًا، تتأرجح أسعار النفط هذا العام بين عوامل متضاربة، فمن ناحية، تساهم المخاطر الجيوسياسية في دفع الأسعار للأعلى، ومن ناحية أخرى، يشير إعلان "جيروم باول" عن قرب نهاية دورة رفع أسعار الفائدة، والتي كانت تستهدف كبح جماح التضخم، إلى احتمال تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما قد يؤثر سلبًا على الطلب على النفط، ومع ذلك، فإن التوقعات بزيادة الطلب في المدى المتوسط، مدفوعة بالنمو الاقتصادي في بعض الدول، تدعم بشكل عام ارتفاع أسعار النفط.