أساسيات مهمة قبل الاستثمار أو تداول الأسهم

 قبل الدخول في عالم الاستثمار أو تداول الأسهم من الضروري أن تكون مُطّلعًا على أساسيات سوق الأسهم، فهذا يساعدك على بناء أساسي معرفي قوي يساعدك على تنفيذ سليم للاستراتيجيات، إذ توفر لك هذه المقال نصائح تساعدك على التنقل بثقة في عالم سوق الأسهم.

ما هو سوق الأسهم؟

يعرف سوق الأسهم بأنه سوق مالي ديناميكي فيه يشتري ويبيع المستثمرون أسهم الشركات المتداولة علنًا، وهو بمثابة منصة تساعد الشركات على زيادة راس مالها عبر عرص حصص الملكية (الأسهم) للجمهور.

فعندما تقرر شركة ما طرح أسهمها للاكتتاب العام فإنها تصدر أسهمًا يستطيع المستثمرون شراءها عبر سوق الأوراق المالية (سوق الأسهم)، حيث يمكّن هذا السوق الشركات من زيادة رأس مالها الذي يساعدها على التوسع وزيادة استثماراتها.

بالإضافة إلى ذلك يتيح سوق الأوراق المالية للمستثمرين الفرصة للاستفادة من نجاح الشركة وتحقيق أرباح تأتي إما عبر توزيعات الأرباح من الشركات، أو من ارتفاع قيمة السهم بحد ذاته، أو كلاهما سويةً.

يُنظَّم سوق الأسهم من قبل الهيئات المالية الحاكمة، ويعمل من خلال البورصات مثل بورصتي نيويوك، وناسداك التي يجتمع فيها المشترون، والبائعون لتنفيذ التداولات.

إذًا يلعب سوق الأسهم دورًا حيويًا في الاقتصاد فهو يُسهّل تكوين رأس المال للشركات، ويوفر لها السيولة، بالإضافة إلى أنه يعمل كمؤشر على معنويات السوق، والصحة الاقتصادية.

 

تحديد الأهداف المالية وتحمل المخاطر

يعد تحديد الأهداف المالية، ومدى تحمل المخاطر خطوات أساسية قبل الاستثمار، أو التداول في سوق الأسهم، وفيما يلي شرح لكل منهما:

الأهداف المالية

إن معرفتك لأهدافك المالية هو أمر ضروري وذلك لأنها تساعدك على معرفة الغرض من استثماراتك، لهذا إبدأ بتحديد أهدافًا إما قصيرة، أو طويلة الأمد، فقد تتضمن الأهداف قصيرة الأمد تحصيل بعض المال لقضاء إجازة، أو لشراء سيارة، بينما قد تتضمن الأهداف طويلة المدى التخطيط للتقاعد، أو تمويل شراء منزل مستقبلًا، وفي سبيل ذلك ضع في اعتبارك الجدول الزمني، والنتائج المرجوة، ومقدار المال المطلوب لتحقيق كل هدف، ستساعدك أهدافك المالية المحددة على اعتماد استراتيجية استثمارية تتناسب مع أهدافك والبدء فيها وفقًا لها.

تحمل المخاطر

يشير تحمل المخاطر إلى استعدادك، وقدرتك على تحمل خسائر الاستثمار المحتملة، فمن المهم تقييم تحملك للمخاطر قبل البدء بالاستثمار أو تداول الأسهم، لأن استثمارك في سوق الأسهم معرض للمخاطر، والتقلبات في أي لحظة، وضع في اعتبارك أنه كلما كان سقف أحلامك مرتفعًا كلما زاد تعرضك للمخاطر، ولتحديد مدى تحملك لها يجب أن تجيب نفسك على هذا السؤال بعد أن تعرف ما هي أهدافك المالية.

ما هي قدرتي المالية على استيعاب الخسائر المحتملة؟ للإجابة ضع في اعتبارك مدى استقرارك المالي، ومعدل دخلك، والنفقات، وأموال الطوارئ ثم أجب.

من خلال تقييم أهدافك المالية، وقدرتك على تحمل المخاطر ستتمكن من وضع خطة استثمار تتوافق مع أهدافك، وتساعدك على إدارة أموالك في حال تعرضك للمخاطر.

 

أهمية البحث الشامل

تعتبر إجراء عمليات البحث الشامل ذات أهمية قصوى عندما يرتبط الأمر بالاستثمار أو تداول الأسهم وفيما يلي نظرة عامة على أهميتها:

اتخاذ القرارات المستنيرة

يوفر البحث معلومات أساسية حول الاستثمارات المحتملة، مما يتيح لك اتخاذ قرارات مستنيرة بناء على الحقائق والتحليلات التي حصلت عليها.

تساعد على إدارة المخاطر

تساعد أيضًا عمليات البحث الشامل في تحديد المخاطر المحتملة المرتبطة بالاستثمار، وهذا يسمح لك بتقييم ما إذا كان الاستثمار الذي تنوي البدء به يتوافق مع تحملك للمخاطر، كما أنها تساعد في تقليل احتمالية اتخاذ خطوات استثمارية سيئة قد تؤدي إلى خسائر فادحة.

تحديد الفرص

يساعد البحث الشامل في الكشف عن فرص الاستثمار (مثل الأسهم المقومة بأقل من قيمتها، أو الصناعات الناشئة) حيث تساعد عمليات البحث في التحقق من إمكانات تلك الفرص.

الثقة والانضباط

يغرس البحث السليم الثقة في قراراتك الاستثمارية، وهو يوفر لك نهجًا استثمارًا منضبطًا، ويقلل من اتخاذ القرارات العاطفية، ويوفر أساسًا متينًا لاستراتيجية الاستثمار الخاصة بك.

الأداء طويل الأجل

يساهم الاستمرار بالبحث الشامل في نجاح الاستثمار على المدى الطويل، فهو يساعدك في تحديد الاستثمارات التي تمتلك إمكانات نمو طويل الأجل، ويسمح لك بإجراء تعديلات على محفظتك الاستثمارية بناءً على اتجاهات السوق، وتطورات الصناعة.

 

التحليل الأساسي: تقييم أداء الشركة

هو طريقة تُستخدم لتقييم أداء، وقيمة الشركة من خلال فحص عواملها الأساسية، حيث يتضمن التحليل الأساسي كل من الجوانب المختلفة من البيانات المالية للشركة، فريق الإدارة، والموقف التنافسي، واتجاهات الصناعة، والعوامل الأخرى ذات الصلة، فالهدف من التحليل الأساسي هو تحديد القيمة الجوهرية للشركة، وتقييم إمكانيات نموها، وتحقيقها الربحية في المستقبل، وفيما يلي بعض المكونات الرئيسية للتحليل الأساسي التي يجب مراعاتها عند تقييم أداء شركة:

البيانات المالية

يبدأ التحليل الأساسي بإجراء مراجعة شاملة للبيانات المالية للشركة والتي تتضمن بيان الدخل، والميزانية العمومية، وبيان التدفقات النقدية.

توفر هذه البيانات نظرة ثاقبة على إيرادات الشركة، ومصروفاتها، وأصولها، ومتطلباتها، وتدفقاتها النقدية خلال فترة زمنية محددة،، ومن تحليل هذه البيانات المالية ستتمكن من تقييم الوضع المالي للشركة، وربحيتها، واستقرارها العام.

إدارة الشركة

يعد تقييم جودة، وكفاءة فريق إدارة الشركة أمرًا هامًا في التحليل الأساسي، حيث يساعد تقييم سجل الشركة، وخبراتها، واتخاذها للقرارات الاستراتيجية في معرفة القدرات القيادية للشركة، وقدرتها على تحقيق النجاح على المدى البعيد.

الموقف التنافسي

فهم الموقع التنافسي للشركة داخل صناعتها أمرًا بالغ الأهمية، وهو يتضمن تحليل حصتها في السوق، وقوة التسعير، وقاعدة العملاء، ونقاط البيع الفريدة، وهذا كله يساعد في معرفة قدرتها على تحمل المنافسة، وتحقيقها لأرباح مستدامة.

فحص اتجاهات الصناعة

يعد فحص اتجاهات الصناعة، وديناميكيات السوق، وبيئة الأعمال العامة جانبًا رئيسيًا من جوانب التحليل الأساسي، وهو يتضمن دراسة عوامل مثل التطورات التكنولوجية، والتغيرات التنظيمية، وإمكانات نمو السوق، والمشهد التنافسي، ومن خلال فحص تلك الاتجاهات ستتمكن من تقييم مدى قدرة الشركة على الاستفادة من فرص السوق، وتجاوز التحديات المحتملة.

تحديد القيمة الجوهرية لسهم الشركة

يتضمن التحليل الأساسي أيضًا تحديد القيمة الجوهرية لسهم الشركة حيث يمكن القيام بذلك عبر طرق تقييم مختلفة، مثل نسبة سعر السهم إلى الأرباح، أو نسبة سعر السهم إلى المبيعات، والهدف من هذا التقييم هو معرفة ما إذا كان سعر السوق الحالي للسهم مبالغًا فيه، أو مقومًا بأقل من قيمته، أو بسعر مقبول.

التحليل الفني

هو طريقة تُستخدم لتقييم الاستثمارات عبر تحليل بيانات الأسعار، والحجم التاريخي، بالإضافة إلى إحصاءات السوق الأخرى، لتحديد الأنماط والاتجاهات، ويتضمن التحليل الفني دراسة مخططات الأسهم، وتحديد الأنماط، والاتجاهات، ومستويات الدعم والمقاومة، واستخدام المؤشرات الفنية لاتخاذ قرارات التداول، فالفكرة الأساسية هي أن سلوك سعر السهم في الماضي يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة عن سلوك سعره في المستقبل، حيث يركز التحليل الفني على سلوك السوق، وأنماطه بدلًا من العوامل الأساسية التي تؤثر على أداء الشركة، ويُستخدم بكثرة من قبل المتداولين لتوجيه قرارات الشراء، والبيع الخاصة بهم على المدى القصير.

أنواع استراتيجيات التداول: قصيرة الأجل مقابل طويلة الأجل

هناك أنواع مختلفة من استراتيجيات الاستثمار التي يستخدمها المستثمرون لاتخاذ قرارات بشأن بيع، وشراء الأسهم، لكن هناك نوعين أساسيين يتمثلان فيما يلي:

استراتيجية الشراء طويلة الأمد

في استراتيجية الشراء طويلة الأمد يهدف المستثمرون إلى الاستفادة من ارتفاع قيمة الأسهم التي يمتلكونها على المدى الطويل، فهم يشترون الأسهم، أو الأصول الأخرى مع توقع زيادة قيمتها بمرور الوقت، وتعتمد هذه الاستراتيجية على الاعتقاد بأن السوق بشكل عام سيكون له اتجاهات صعودية بعد مدة طويلة، وغالبًا ما يأخذ المستثمرون الذين يستخدمون استراتيجية شراء طويلة في اعتبارهم التحليل الأساسي، واتجاهات السوق، وأداء الشركة لتحديد الاستثمارات ذات إمكانات النمو المستقبلية، وعادةً ما يحتفظون بمراكزهم لفترة طويلة في بعض الأحيان تصل لسنوات، وهذا يسمح للاستثمارات بتحقيق مكاسب رأسمالية، وأرباح.

استراتيجية قصيرة الأمد

هي استراتيجية يستخدمها بعض المستثمرين للربح من انخفاض سعر الورقة المالية، وهي تسمى "البيع على المكشوف" وفيها يقترض المستثمر الأسهم من وسيط ويبيعها على الفور في السوق، ثم يعيد المستثمر شراء الأسهم بسعر اقل، ويعيدها إلى الوسيط، ويحقق أرباحًا من الفرق، والبيع على المكشوف هو استراتيجية أكثر تقدمًا، وتعقيدًا، ويستخدمها المستثمرون ذوي الخبرة فقط، ومن المهم معرفة أن البيع على المكشوف ينطوي على مخاطر أعلى مقارنة بالاستثمار التقليدي طويل الأجل، فالبيع على المكشوف قد يُعرّض المستثمرين لخسائر غير محدودة في حال ارتفع سعر السهم بدلًا من انخفاضه، وهذه الاستراتيجية تتطلب تحليلًا دقيقًا، وإدارة جيدة للمخاطر، وفهم ديناميكيات السوق.

فهم أنواع الأوامر المختلفة في تداول الأسهم

في تداول الأسهم هناك أنواع مختلفة من الأوامر التي يستطيع المستثمرون استخدامها لشراء، أو بيع الأسهم، ويخدم كل أمر غرضًا مختلفًا، وله تعليمات محددة لتنفيذ الصفقة، وفيما يلي بعض أنواع الأوامر الشائعة:

أمر السوق

هو أمر شراء، أو بيع ورقة مالية بسعر السوق الحالي، ويتم تنفيذه فورًا حسب سعر السوق الحالي، ولكن مع ذلك قد يختلف سعر التنفيذ الفعلي قليلًا عن السعر المعروض بسبب الانزلاق (تقلبات السوق في أقل من أجزاء الثانية).

أمر الحد

هو أمر شراء، أو بيع ورقة مالية بسعر محدد مسبقًا، وبالنسبة لأمر حد الشراء فهو سعر الشراء الأقصى الذي يرغب بدفعه المستثمر فإذا وصل سعر السوق إلى سعر الحد المحدد، أو انخفض إلى ما دونه سيُنفّذ الأمر، وبالنسبة لأمر حد البيع، فهو السعر البيع الأدنى الذي يرغب المستثمر في قبوله، حيث يتم تنفيذ الأمر عندما يصل سعر السوق إلى سعر الحد، أو يتجاوزه.

أمر الإيقاف (أمر إيقاف الخسارة)

هو أمر يستخدم للحد من الخسائر المحتملة ويهدف لحماية الأرباح، حيث يصبح أمر الإيقاف أمر سوق بمجرد الوصول إلى سعر الإيقاف المحدد مسبقًا.

أمر الإيقاف المحدد

يجمع بين أمر الإيقاف، وأمر الحد لهذا فهو يتضمن سعر إيقاف، وسعر محدد، وعندما يصل إلى سعر الإيقاف يصبح الأمر أمرًا محددًا بسعر محدد ليتم تفيذ الأمر بالسعر المحدد، أو أفضل منه، وإذا تعذر تنفيذ أمر الحد فيبقى مفتوحًا إلى أن يُلغى، أو إلى أن يُلبي الشروط المحددة.

أمر الإيقاف المتحرك

هو أمر ديناميكي يسمح للمستثمرين بتعيين سعر إيقاف يتناسب مع سعر سوق الأسهم، ويتم استخدامه لحماية الأرباح، أو الحد من الخسائر المحتملة، فعلى فرض أنك تمتلك سهمًا يتم تداوله حاليًا بسعر 100 دولار وتريد حماية أرباحك في حال بدء السعر بالانخفاض، يمكنك في هذه الحالة تعيين أمر إيقاف متحرك بمبلغ لاحق محدد، دعنا نقول 5 دولارات، هذا يعني أنه طالما ظل سعر السهم أعلى بمقدار 5 دولارات فوق أدنى نقطة له منذ أن وضعت أمر الإيقاف المتحرك فلن يتم تشغيل الأمر، والآن لنفترض أن سعر السهم بدأ في الارتفاع ووصل إلى 110 دولارات للسهم، ونظرًا إلى أنك قمت بتعيين أمر إيقاف متحرك بمبلغ متتابع بقيمة 5 دولارات فسيتم ضبط سعر الإيقاف على 105 دولارات، فإذا انخفض سعر السهم بعد ذلك إلى 105 دولارات أو أقل سيتم تشغيل أمر الإيقاف المتحرك، وسيتم وضع أمر سوق لبيع السهم.

وعلى فرض أن سعر السهم وصل إلى 120 دولارًا فأمر الإيقاف المتحرك سيضبط تلقائيًا سعر الإيقاف على 115 دولار وهذا يعني أن سعر السهم إذا بدأ بالانخفاض أقل من 115 دولار فسيتم تشغيل أمر السوق لبيع السهم.

باختصار يمكن القول بأن أمر الإيقاف المتحرك يسمح لك بتحقيق المزيد من الأرباح كلما استمر سعر السهم بالارتفاع، مع المحافظة على المرابح المحققة، وبنفس الوقت يحميك من الخسارة.

التنويع: من أساسيات الاستثمار أو تداول الأسهم

هو استراتيجية استثمار تتضمن توزيع رأس المال الاستثماري الخاص بك على مجموعة متنوعة من الأصول، أو الأسهم، والهدف منه هو تقليل المخاطر عبر تخصيص أجزاء من رأس المال على مختلف فئات الأصول، أو على الصناعات، أو على المناطق الجغرافية، فهو يوفر لك حماية من تقلبات السوق المفاجئة، مما يساعد تحسين احتمالية تحقيق أهدافك الاستثمارية.