S&P وناسداك يغلقان عند أدنى مستوياتهما منذ عدة أسابيع بفعل ضغوط تسلا وألفابت

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية الرئيسية، وعلى رأسها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك، انخفاضاً حاداً يوم الأربعاء، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عدة أسابيع. وقد انتهت بذلك سلسلة من الأيام التي لم يشهد فيها المؤشر الرئيسي خسائر يومية تتجاوز 2%، وذلك في ظل نتائج مخيبة للآمال لشركتي ألفابت وتسلا، اللتين أثرتا سلباً على ثقة المستثمرين في الشركات العملاقة.

تفاصيل الخبر

مع بدء أكبر سبع شركات تقنية في العالم (السبعة الرائعة) بالإعلان عن نتائجها المالية للربع الأخير، كان المستثمرون ينتظرون بفارغ الصبر أرقاماً جديدة لتقييم ما إذا كانت التقييمات المرتفعة لهذه الشركات مبررة. ونظراً للتأثير الكبير لهذه الشركات السبعة على الأسواق العالمية، فإن أدائها كان من شأنه أن يثير ردود أفعال واسعة النطاق.

ردود أفعال المستثمرين على الأرقام ساهمت في جعل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يسجل أسوأ أداء يومي له منذ ديسمبر 2022. وانخفاضه بنسبة 2.3% يمثل المرة الأولى التي يغلق فيها بأكثر من 2% منذ 356 جلسة، وهي أطول سلسلة له منذ عام 2007.

كما تعرض مؤشر ناسداك المركب لضغوط شديدة، مسجلاً أكبر انخفاض مئوي في يوم واحد منذ أكتوبر 2022 ليغلق عند أدنى مستوى له منذ 10 يونيو. وفي الوقت نفسه، أغلق مؤشر داو جونز الصناعي تحت مستوى 40,000 نقطة لأول مرة منذ أسبوعين.

"ديف غريسيك، المدير الإداري للاستراتيجية الاستثمارية والبحوث في أسبريانت، لاحظ أن الزخم الصعودي الذي شهدته أسواق الأسهم خلال الأسبوعين الأولين من يوليو قد تلاشى خلال الأسبوع الماضي."

"هناك بعض جني الأرباح، بالإضافة إلى قلق الناس بشأن الإعلانات عن الأرباح القادمة"، كما قال.

Tesla تنهار 12.3% في أسوأ يوم لها منذ عامين

شهد سهم شركة تسلا (TSLA.O) انهياراً حاداً يوم الأربعاء، حيث تراجع بنسبة 12.3% مسجلاً أسوأ أداء يومي له منذ سبتمبر 2020. جاء ذلك بعد أن أعلنت الشركة عن أدنى هامش ربح لها منذ أكثر من خمس سنوات، بالإضافة إلى تفويتها لتقديرات أرباح الربع الثاني.

انخفاض حاد في سهم ألفابت بسبب تباطؤ الإعلانات

تراجع سهم ألفابت، الشركة الأم لـ Google، بنسبة 5% يوم الأربعاء، مسجلاً أسوأ أداء له منذ 31 مايو الماضي، وذلك على الرغم من تجاوز توقعات أرباح الربع الثاني.

يرجع هذا الانخفاض المفاجئ إلى تركيز المستثمرين على تباطؤ نمو الإعلانات، بالإضافة إلى إعلان الشركة عن نفقات رأسمالية مرتفعة خلال العام الحالي.

أسهم تسلا وألفابت سحبت مؤشري قطاع الخدمات الإعلامية والاستهلاكي الاختياري التابعين لـ S&P 500 بنسبة 3.8% و 3.9% على التوالي، حيث سجل مؤشر الاستهلاكي الاختياري أكبر انخفاض يومي له منذ سبتمبر 2022. ومع ذلك، كان قطاع تكنولوجيا المعلومات هو الأضعف بين قطاعات S&P الـ 11، حيث سجل انخفاضاً بنسبة 4.1% وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر 2022.

فقدان ألفابت لقيمتها السوقية سلط الضوء على التوقعات المرتفعة للغاية لأرباح ما يسمى بـ "السبعة الرائعين"، وهي مجموعة من شركات التكنولوجيا العملاقة التي حققت أرباحاً بنسب مزدوجة وثلاثية الأرقام في عام 2024، مدفوعة بالتفاؤل حول تبني الذكاء الاصطناعي وتوقعات بدء مبكر لخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

"عندما تضع كل شيء في سياق الأرباح، يمكنك حقًا فهم سبب أداء أسهم الشركات السبعة الرائدة بشكل جيد جدًا، لأن الأرباح كانت موجودة هناك"، كما قال غريسيك.

في حين شهدت أسهم شركتي تسلا وألفابت أكبر نسبة انخفاض، إلا أن القلق بشأن أداء الشركات الكبرى الأخرى أثر على السوق بأكمله. فمع وجود أي شكوك حول قدرة هذه الشركات على تحقيق أرباح تلبي التوقعات المرتفعة، لجأ المستثمرون إلى بيع أسهمهم، مما أدى إلى انخفاض أسعار أسهم شركات أخرى مثل Apple و Microsoft و Amazon و Meta Platforms و Nvidia بنسب تتراوح بين 2.9% و 6.8%.

لم يسلم مؤشر داو جونز الصناعي من الضغوط، حيث انخفض بنسبة معينة. وكان سهم شركة فيزا من بين الأسباب الرئيسية لهذا الانخفاض، حيث تراجع بنسبة 4% بعد أن جاء نمو إيراداتها للربع الثالث دون التوقعات.

مع تراجع الأسهم بشكل حاد، ارتفع مؤشر تقلبات السوق CBOE، المعروف بمقياس الخوف على وول ستريت، إلى 18.04 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ 19 أبريل الماضي.

فقد مؤشر S&P 500 128.61 نقطة، أو 2.31%، ليصل إلى 5,427.13 نقطة، في حين خسر مؤشر ناسداك 654.94 نقطة، أو 3.64%، ليصل إلى 17,342.41 نقطة. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 504.22 نقطة، أو 1.25%، ليصل إلى 39,853.87 نقطة.

وقد أظهرت نتائج بعض الشركات أداءً إيجابياً وسط الانخفاض العام للأسواق. فقد سجلت شركة الاتصالات AT&T ارتفاعاً ملحوظاً مدفوعاً بزيادة عدد مشتركيها للهاتف المحمول، كما حققت شركة الطاقة المتجددة إنفيس إنيرجي أداءً قوياً بدعم من نتائجها المالية للربع الثاني التي فاقت التوقعات.

كما شهدت بعض الشركات أداءً مخيبًا للآمال، على الرغم من النتائج الإيجابية لشركات أخرى. فقد انخفض سهم شركة روبر تكنولوجيز بشكل حاد بسبب توقعات أرباح مخيبة للآمال للربع المقبل، في حين لم يتمكن سهم شركة بوسطن ساينتفيك من الاستفادة بشكل كامل من رفع توقعات الأرباح السنوية وتجاوز توقعات الربع الثاني.

وشهدت البورصات الأمريكية نشاطاً تداولياً مكثفاً، حيث بلغ حجم التداول 12.94 مليار سهم، متجاوزاً متوسط حجم التداول خلال العشرين يوماً السابقة بنسبة كبيرة.