يعد توقع اتجاهات أسعار العملات في سوق الفوركس أمرًا ليس بالسهل، ولكن لحسن حظ المتداولين أصبح هناك أدوات وموارد تعليمية تساعدهم في ذلك، ونظرًا إلى أن سوق العملات الأجنبية هو أحد أكثر الأصول تداولًا في العالم إذ يتم بيع عملات تزيد قيمتها عن 5 تريليون دولار فيه يوميًا، وأغلب هذا الرقم يأتي من الشركات الكبرى، والبنوك، ولكن رغم ذلك حتى المتداولين الصغار يتبادلون عملات بقيمة تريليونات الدولارات يوميًا، وكي يكون لك نصيبًا جيدًا من حجم هذا التداول لابد من أن تتوقع اتجاهات الفوركس جيدًا عبر معرفة العوامل المؤثرة به وكيفية التوقع كما هو موضح أدناه.
العوامل المؤثرة على أسعار العملات الأجنبية
يستخدم المتداولون للتنبؤ بحركة أسعار العملات الأجنبية بيانات أسعار السوق السابقة، ومعنويات السوق (المشاعر)، والتحليل الأساسي، ورغم ذلك يصعب التنبؤ بالأسعار المستقبلية بدقة، لذلك يُنشئ المتداولون المحترفون عدة سيناريوهات محتملة لحركة الأسعار، ويحللون مستويات الأسعار الأساسية.
وعند التحدث مع المستثمرين والمتداولين الأكثر نجاحًا في سوق الفوركس فالكثير منهم يقولون أن القوة الدافعة وراء نجاحهم تكمن في مهاراتهم بالتنبؤ بحركات السوق، وللربح من التداول في سوق الفوركس يجب أن يكون لديك كمستثمر فهم شامل للعوامل المؤثرة على حركة سعر صرف العملة، وستساعدك العوامل التالية من توقع اتجاهات أسعار العملات بدقة أكبر مما يتيح لك فرصة لتحقيق أرباح أفضل:
النمو الاقتصادي
عادةً كلما كان اقتصاد الدولة أقوى زادت احتمالية رفع بنوكها لأسعار الفائدة لوقف النمو التضخمي، وكلما ارتفعت أسعار الفائدة زادت مشاركة المستثمرين في الأسواق المالية في ذلك البلد، فعندما تُرى أعدادًا متزايدة من المستثمرين المشاركين في أسواق ذلك البلد فإن الطلب على تلك العملة يزداد بطريقة مفاجئة، وزيادة الطلب يعني زيادة في سعر صرف العملة.
مؤشر سعر الصرف المرجح بالتجارة
يرتبط مؤشر سعر الصرف المرجح بالتجارة (TWI) مع حصة كل دولة أجنبية في التجارة، وبعبارات أوضح عندما تفوق الصادرات الواردات في بلدٍ ما يُقال إن اقتصاد ذلك البلد لديه فائض تجاري وهذا يعزز من استقراره الاقتصادي ونتيجة ذلك ترتفع قيمة العملة حيث يشتري المستهلكون الأجانب العملة لشراء السلع المُصدرة، ومن جهة أخرى عندما تكون الواردات أكبر من الصادرات سيعاني الاقتصاد من عجز تجاري وهنا يجب على الدولة استبدال عملتها بعملة أخرى لشراء البضائع المستوردة، وهذا يؤدي إلى انخفاض قيمتها.
الأحداث العالمية
يمكن أن تؤثر الأحداث الجيوسياسية، والأزمات، والانتخابات الوشيكة على قوة العملة في بلدٍ ما بناءً على كيفية تأثير ذلك على توقع استقرار ذلك البلد، حيث يمكن أن يجذب الحدث الإيجابي المستثمرين الأجانب، وقد يؤدي إلى ارتفاع رأس المال الأجنبي إلى زيادة قيمة العملة، وفي حال تعرض بلد ما لأزمة سيؤدي ذلك إلى فقدان الثقة بعملتها ثم انخفاض قيمتها.
الدين الحكومي
هذا العامل ذو حدين وليس بالضرورة أن يكون سلبيًا فقد يؤدي إلى تحسين البنية المحلية، والنمو الاقتصادي في الدول، ولكن عندما يكون مرتفعًا للغاية يمكن أن يؤدي إلى التضخم وبالتالي انخفاض قيمة العملة، وعندما يُخفّض الدين العام يصبح الاقتصاد أكثر استقرارًا ويجذب المزيد من المستثمرين مرة أخرى، وهذا بالطبع يزيد من قيمة العملة، ولكن إذا زاد الدين العام فقد تُصدّر الحكومة المزيد من العملات الأجنبية مما يزيد من حجم العرض وهذا يقلل من قيمة العملة الحالية مما يؤدي إلى انخفاض سعرها.
أسعار الفائدة
تزداد قيمة عملة دولة ما بالتزامن مع ارتفاع أسعار الفائدة حيث تعكس القيمة المتزايدة للعملة ما يسمى بتقدير رأس المال وهذا يمنح المستثمر فرصة أكبر للربح، ومما يجب معرفته أن كل سعر عملة يأتي مع سعر فائدة مرافق، وإذا انخفضت أسعار الفائدة للعملة فإن فرص الربح ستنخفض باعتبار أن العملة أصبحت أقل قيمة، مما يدفع الناس إلى بيعها نظرًا لانخفاض الطلب عليها وبالتالي ينخفض سعرها.
كيف تتوقع اتجاهات أسعار العملات؟
هناك عدة طرق تتمكن من خلالها من توقع اتجاهات أسعار العملات ومنها نذكر:
استخدام التقويم الاقتصادي للتنبؤ بالفوركس
لحسن حظ متداولي الفوركس هناك طريقة سهلة لمواكبة الأحداث الكبرى المؤثرة على أسعار العملات، حيث يعد التقويم الاقتصادي دليلاً لأكبر الأحداث الاقتصادية المستقبلية والتي يُعتقد أنها لها تأثير بطريقة أو بأخرى على سوق الفوركس، والأسواق المالية الأخرى، لهذا يتوجب على كل شخص يتداول في الفوركس الاطلاع على التقويم الاقتصادي الذي يتضمن موعد إصدار البيانات الاقتصادية الرئيسية، ومواعيد الأحداث الكبرى الأخرى مثل الاجتماعات السياسية الدولية، أو الخطابات المجدولة من قادة العالم، أو رؤساء البنوك المركزية الرئيسية مثل الاحتياطي الفيدرالي، والبنك المركزي الأوروبي، والبنوك الكبرى الأخرى.
استخدام المشاعر للتنبؤ بحركات الفوركس
النهج الذي يجب مراعاته أثناء توقع اتجاهات أسعار العملات هي المشاعر التي تؤثر على العرض والطلب مما ينتج عنه تحرك أسعار الصرف، فيمكن أن تشير أحجام التداول المنخفضة إلى أن الحالة المزاجية في السوق متوترة، بينما يمكن أن تشير الأحجام الكبيرة إلى مستويات متفائلة.
وأفضل طريقة لتحليل المشاعر داخل سوق الفوركس هي متابعة سوق العقود الآجلة للفوركس والتي تعطي فكرة عن شعور المتداولين بشأن أسعار الصرف في المستقبل، فإذا كان سعر العقود الآجلة للعملات مختلفًا بشكل ملحوظ عن الأسعار الحالية فقد يشير ذلك إلى ما إذا كان الاتجاه صعوديًا، أم هبوطيًا.
استخدام التحليل الفني للتنبؤ بالفوركس
يبحث التحليل الأساسي عن أسباب تحرك أسعار الصرف في المسقبل، حيث تُجرى التحليلات الفنية باستخدام مخططات الأسعار التي تُظهر الأداء التاريخي لسعر الصرف، ويتركز مفهوم التحليل الفني على العرض والطلب باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات التي تساعد على العثور على الاتجاهات، والأنماط السابقة باعتقاد أنها قد تحدث مرة أخرى، حيث تشير تلك الأنماط والاتجاهات إلى مزاج السوق وأي تغيرات فيه، والهدف الرئيسي منها هو التعرف عليها قبل حدوثها للاستفادة من الفرص.
غالبًا ما يُستخدم التحليل الفني للاستراتيجيات قصيرة المدى، مثل التداول اليومي، أو التداول المتأرجح، ومما يجب معرفته أنه هناك مجموعة متنوعة من الطرق لإجراء التحليل الفني إلا أن هناك بعض نقاط البيانات التي تتكرر دائمًا مثل سعر الافتتاح، وأعلى سعر، وأدنى سعر، وسعر الإغلاق، ولحسن حظ المتداولين هناك عدد من الأدوات التي يمكن استخدامها للتحليل الفني للتنبؤ بأسعار العملات ولكن أشهرها هي أداة المتوسطات المتحركة التي تحسب متوسط سعر الصرف لعملة ما خلال فترة زمنية محددة وهذا يسمح للمتداولين بمقارنة السعر الحالي بالمتوسط مما يؤدي إلى توقع أي حركات مفاجئة أو غير مبررة في السوق.