خام برنت يهتز بسبب إعصار فرانسين الذي يجتاح منشآت نفط على ساحل الخليج الأميركي

نظراً لاقتراب الإعصار فرانسين من سواحل الخليج الأمريكي، اتخذت منشآت الطاقة في المنطقة مجموعة من الإجراءات الوقائية، حيث قامت بتقليص عملياتها الإنتاجية بشكل كبير، بالإضافة إلى إجلاء بعض العاملين من المواقع الأكثر عرضة للخطر، وذلك حرصاً على سلامتهم وحماية المرافق الحيوية من الأضرار التي قد يسببها الإعصار.

وقد أعلن المركز الوطني الأمريكي للأعاصير عن تحول العاصفة المدارية فرانسين إلى إعصار في ساعات المساء من يوم الثلاثاء الماضي، ووفقًا لأحدث التقديرات، فإن الإعصار يتجه حاليًا صوب سواحل ولاية لويزيانا.

وأعلنت هيئة السلامة وحماية البيئة الأمريكية، يوم الثلاثاء الماضي، عن توقف حوالي ربع إنتاج خام برنت وربع إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك بسبب تداعيات الإعصار، هذا الانقطاع الكبير في الإنتاج من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على إمدادات النفط في الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط المحلية والنفط الخام المستخرج من البحار، وفقًا لوكالة رويترز.

ويشكل الإنتاج البحري من النفط الخام في خليج المكسيك، والذي يقع تحت السيادة الأمريكية، حوالي 15% من إجمالي إنتاج النفط في الولايات المتحدة، حيث يقدر هذا الإنتاج بحوالي 1.8 مليون برميل خام برنت يوميًا.

وأكد خفر السواحل الأمريكي على التعاون الوثيق مع شركائه في قطاع الصناعة البحرية، وذلك بهدف إعادة فتح الموانئ المتضررة جراء الإعصار فرانسين بشكل كامل بمجرد أن تسمح الظروف بذلك، خاصة وأن الإعصار يتحرك حالياً باتجاه الشمال عبر خليج المكسيك.

كيف يمكن أن يؤثر الإعصار فرانسين على سعر خام برنت؟

يمكن أن يؤثر الإعصار فرانسين بشكل مباشر وغير مباشر على سعر خام برنت، وذلك من خلال عدة عوامل:

توقيف الإعصار لإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في خليج المكسيك يؤدي إلى تقليل المعروض العالمي من النفط، وعادة ما يؤدي انخفاض المعروض إلى ارتفاع الأسعار، حيث يزيد الطلب على النفط المتبقي.

وقد يتسبب الإعصار في تعطيل عمليات الشحن والنقل البحري للنفط، مما يؤدي إلى اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، وهذا الاضطراب يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف النقل والتوزيع، وبالتالي زيادة أسعار النفط.

ومن الممكن أن يؤثر الإعصار على سعر النفط ليس على المدى القصير فحسب بل أيضًا على المدى المتوسط والطويل، فإذا استمر في التسبب بأضرار كبيرة للبنية التحتية النفطية في المنطقة، فقد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لإعادة إنتاج النفط إلى مستوياته الطبيعية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستمر في الأسعار.

وإذا توقع المستثمرون استمرار ارتفاع سعر خام برنت نتيجة الإعصار فإنهم قد يزيدون من شرائهم للنفط، مما يؤدي إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار بشكل كبير.

وبشكل عام، يمكن القول أن إعصار فرانسين من المحتمل أن يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في أسعار خام برنت، ولكن مدى ومدة هذا الارتفاع يعتمد على عدة عوامل، ومع ذلك يجب مراقبة الوضع عن كثب لتقييم تأثير الإعصار بشكل أكثر دقة.