التضخم الأمريكي ينخفض لكنه لا يهدأ | ماذا يعني ذلك للذهب والأسهم؟

تترقب الأسواق المالية العالمية بقلق شديد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك الفديرالي) القادم حيث من المتوقع أن يتخذ قرارًا بشأن رفع أسعار الفائدة في محاولة لكبح جماع التضخم المتزايد، حيث تشير التوقعات إلى أن البنك الفيدرالي قد يرفع أسعار الفائدة بشكل كبير، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسواق العالمية، سنغوص في تفاصيل هذا الحدث الجلل، ونسلط الضوء على تأثيراته المحتملة على مختلف قطاعات السوق بما في ذلك الأسهم والعملات والسلع.

بيانات التضخم الأمريكية

شهت بيانات التضخم الأمريكية تقلبات ملحوظة في الأشهر الأخيرة، مما أثار قلق المستثمرين، وقد أدى إلى اتخاذ قرارات حذرة في الأسواق المالية.

في أبريل، أظهرت البيانات استقرار التضخم عند 3.4% بينما ارتفع بشكل غير متوقع في مارس إلى 3.5%، وقد وُجدت هذه الأرقام أعلى من التوقعات، مما أثار قلق المستثمرين من استمرار ضغوط الأسعار.

والآن يتطلع المستثمرون بشغف إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك الفيدرالي) القادم لتحديد مسار رفع الفائدة، أملًا في خفض الفائدة في سبتمبر التي تراجعت مع ارتفاع بيانات التضخم في مارس، بينما قد يميل البنك الفيدرالي إلى استمرار سياسة التشديد النقدي لكبح التضخم.

تأثير بيانات التضخم الأمريكية على الأسواق

يعد التضخم مؤشرًا هامًا لقياس صحة الاقتصاد، حيث يعكس ارتفاع، أو انخفاض الأسعار، وتعد بيانات التضخم الأمريكية مؤثرة بشكل كبير على الأسواق العالمية، خاصةً العملات والسلع، والأسهم والمؤشرات:

التأثير على العملات

تعد بيانات التضخم الأمريكية مؤشرًا هامًا لقياس صحة الاقتصاد الأمريكي، وتؤثّر بشكل كبير على قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى.

فإن ارتفاع التضخم يؤدي إلى زيادة جاذبية الدولار الأمريكي كملاذ آمن، مما يعزز قيمته، كما أن بيانات التضخم المرتفعة من توقعات رفع أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، حيث يصبح الاستثمار في الدولار الأمريكي أكثر جاذبية بسبب عائدات الفائدة المرتفعة، مما يعزز قيمته.

وقد يؤدي انخفاض التضخم إلى إضعاف الاقتصاد الأمريكي، مما يقلل من جاذبية الدولار الأمريكي.

التأثير على السلع

تؤثر بيانات التضخم الأمريكية بشكل كبير على أسعار السلع، فهو يؤثر مثلًا على الذهب الذي يعد ملاذًا تقليديًا فسعره يرتفع مع ازدياد الضغوط التضخمية.

حيث يصبح الذهب أكثر جاذبية عندما ترتفع معدلات التضخم، مما يقلل من العائدات الحقيقية على الأصول الأخرى مثل السندات.

وقد تؤدي توقعات استمرار ارتفاع التضخم إلى زيادة الطلب على الذهب كمخزن للقيمة.

فبعد ارتفاع بيانات التضخم في مارس 2024 ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في 6 أشهر، وقد انخفضت مبيعات التجزئة مع انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين.

التأثير على الأسهم والمؤشرات

تؤثر بيانات التضخم في أمريكا على أداء الأسهم والمؤشرات العالمية، فقد يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى انخفاض الأسهم والمؤشرات، كما تزداد تكلفة الإقراض على الشركات مما قد يؤثر سلبًا على أرباحها، لذلك تصبح السندات ذات العائد المرتفع أكثر جاذبية للمستثمرين، مما يدفعهم إلى تحويل أموالهم من الأسهم إلى تلك السندات.

أيضًا، قد تؤدي بيانات التضخم المرتفعة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، مما قد يؤثر سلبًا على أرباح الشركات، وقد تؤدي أيضًا البيانات المتقلبة إلى تغييرات سريعة في مشاعر المستثمرين، مما يسبب تقلبات في الأسواق، فعلى سبيل المثال عند ارتفاع بيانات التضخم في الآونة الأخيرة انخفض مؤشر S&P 500، وعند الاستقرار ارتفع مؤشر ناسداك.