السبريد في تداول العملات (الفوركس) | ما هو الفارق السعري نصائح هامة؟

في تداول العملات الأجنبية (الفوركس) السبريد (Spread) هو الفرق بين سعر العرض (البيع) وسعر الطلب (الشراء) لزوج العملات، فهناك دائمًا سعرين معروضين في زوج العملات هما سعر العرض، والطلب، ويعرف سعر العرض بأنه السعر الذي يمكنك به بيع العملة الأساسية، بينما سعر الطلب هو السعر الذي تستخدمه لشراء العملة الأساسية، بعبارات أكثر تفصيلًا ووضوحًا ما هو السبريد في التداول في سوق الفوركس؟ وكيف يتم احتسابه؟ هذا ما سنراه.

ما هو السبريد spread في الفوركس؟

قبل أن تعرف كيفية قياس السبريد (الفارق السعري) يجب أن تتذكر أن كل تجارة فوركس تتضمن شراء زوج عملات وبيع آخر، وتسمى العملة الموجودة على اليسار بالعملة الأساسية، والموجودة على اليمين عملة التسعير، وعند تداول العملات الأجنبية يكون سعر العرض هو تكلفة شراء العملة الأساسية، بينما سعر الطلب هو تكلفة ببعها.

يتم تداول معظم أزواج العملات الأجنبية بدون عمولة، ولكن السبريد في التداول هو التكلفة التي تنطبق على أي تداول تجريه، وبدلًا من فرض عمولة من وسطاء التداول يدمجون فارق النقاط في تكلفة الصفقة، فهم يأخذون بعين الاعتبار سعر طلب أعلى بالنسبة لسعر العرض، ويمكن أن يتأثر حجم السبريد بعوامل مختلفة مثل نوع أزواج العملات التي تتداول بها، ومدى تقلبها، وحجم تداولك والوسيط الذي تتعامل معه.

فبالأجابة عن ما هو سبريد يمكن القول بعبارات بسيطة بأن السبريد هو تكلفة صغيرة مضمنة في سعر العرض، والطلب لكل عملية تداول لزوج العملات، فعندما تنظر إلى السعر المعروض لزوج من العملات سترى أن هناك فرقًا بين سعري الشراء، والبيع وهذا هو السبريد (الفارق السعري).

يتم قياس التغيرات في السبريد spread بحركات أسعار صغيرة تدعى بالنقاط، وهي أي تغيير في المكان العشري الرابع لزوج العملات (أو المكان العشري الثاني في تداول الأزواج بالين الياباني) ومما يجب معرفته أن ليس السبريد هو وحده الذي يحدد التكلفة الإجمالية لصفقتك بل أيضًا حجم اللوت.

أهمية فهم الفارق السعري وتأثيره على تداولات الفوركس

كما ذكرنا أعلاه في فقرة ما هو سبريد إن الفارق السعري هو مصطلح يستخدم في سوق الفوركس للإشارة إلى الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع لزوج العملات، وفهم هذا الفارق السعري مهم جدًا لأنه يؤثر على تداولات الفوركس بطرق عدة.

أولاً، يعكس الفارق السعري تكلفة التداول، فعندما تقوم بشراء زوج عملات، ستشتريه بسعر أعلى من سعر البيع الحالي، وهذا الفارق يعود للوسيط الذي تتعامل معه ويمثل ربحهم، وعندما ترغب في بيع العملة، يجب أن تبيعها بسعر أقل من سعر الشراء، وهذا يعني أن عليك تعويض الفارق السعري أيضًا، لذلك، فهم حجم الفارق السعري يساعدك في حساب التكاليف في التداول وتحديد الأرباح المحتملة.

ثانيًا، يؤثر الفارق السعري على إجراءات الدخول والخروج من الصفقات، إذا كان الفارق السعري عاليًا، فإنك ستحتاج إلى أن يكون السوق في حالة تقدم كبيرة قبل أن يتحقق الربح، هذا يمكن أن يؤثر على استراتيجيتك في تحديد نقاط الدخول والخروج المثلى. وبالمقابل، إذا كان الفارق السعري منخفضًا، فإن ذلك يعني أنك ستحتاج إلى تحقيق حركة أصغر لتحقيق الربح المستهدف.

أخيرًا، يتغير الفارق السعري بناءً على الظروف السوقية والتقلبات، قد  في حالات عدم الاستقرار أو الأخبار الهامة، مما يعني أن التداول في تلك الأوقات قد يكون أكثر تحديًا وأكثر تكلفة، لذا، فهم تقلباته يمكن أن يساعدك في تحديد أفضل الأوقات للتداول وتجنب التكاليف العالية.

باختصار، فهم الفارق السعري في سوق الفوركس يعطيك رؤية أفضل للتكاليف والأرباح في التداول ويساعدك في اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بشأن الدخول والخروج من الصفقات، وتقييم التقلبات في السوق.

 أنواع الفارق السعري في سوق الفوركس

هناك نوعان رئيسيان من الفارق السعري: الثابت والمتغير. دعنا نلقي نظرة على كل نوع على حدة:

الفارق السعري الثابت (Fixed Spread)

الفارق السعري الثابت يعني أن الفارق بين سعر الشراء وسعر البيع لزوج العملات هو ثابت ولا يتغير، حيث يتم تحديد هذا الفارق السعري من قبل وسيط الفوركس ويكون ثابتًا على مدار اليوم بغض النظر عن تقلبات السوق. هذا يعني أنك ستعرف تكلفة التداول مسبقًا وستكون أكثر استقرارًا في تقدير الربح أو الخسارة المحتملة. يعتبر الفارق السعري الثابت مفيدًا للمتداولين الذين يفضلون التكلفة المحددة والتوقعات المستقرة.

الفارق السعري المتغير (Variable Spread)

الفارق السعري المتغير يعتمد على الظروف السوقية ويتغير بناءً على تقلبات العرض والطلب في السوق. عندما تكون السوق هادئة وتقل تقلبات الأسعار، يكون الفارق السعري ضيقًا. ومع زيادة التقلبات والاضطرابات في السوق، يزيد الفارق السعري. يعتبر الفارق السعري المتغير مرنًا للتغيرات في السوق ويمكن أن يكون أحيانًا أقل من الفارق السعري الثابت، ولكنه يمكن أن يزيد أيضًا خلال فترات عدم الاستقرار.

يجب ملاحظة أنه بغض النظر عن نوع الفارق السعري، قد يكون هناك عمولات أو رسوم إضافية تطبقها الوساطة على عمليات التداول. قبل البدء في التداول يجب عليك أن تتأكد من فهم الفارق السعري والرسوم المرتبطة بها لديك وسيط الفوركس.

اختيار نوع الفارق السعري الذي يناسب احتياجاتك يعتمد على استراتيجية التداول الخاصة بك فإذا كنت تفضل التكلفة المحددة والتوقعات المستقرة، فإن الفارق السعري الثابت قد يكون الخيار المناسب، أما إذا كنت تفضل المرونة وتتعامل مع تقلبات السوق، فقد يكون الفارق السعري المتغير هو الخيار الأفضل بالنسبة لك.

كيفية قياس السبريد في تداول الفوركس

لتحسب قيمة السبريد في الفوركس يجب عليك حساب الفرق بين سعري الشراء والبيع بالنقاط، ويمكنك إجراء ذلك عبر طرح سعر العرض من سعر الطلب.

على سبيل المثال إذا كنت تتداول في زوج العملات الجنيه الاسترليني / الدولار الأمريكي (GBP / USD) بسعر 13.091 / 1.3089 يتم حساب السبريد على أنه الفرق بين السعرين أي (1.3089 – 1.3091) والناتج سيكون 0.0002 وهنا السبريد هو سيكون نقطتان.

ويمكن أن تكون فروق الأسعار إما عالية، أو منخفضة، فكلما زاد عدد النقاط من الحساب أعلاه كلما زاد اتساع السبريد، لهذا السبب يفضل التجار دائمًا فروق أسعار منخفضة لأن هذا يعني أن التجارة التي دخلوا بها ستكون مربحة أكثر.

وإذا كان السوق شديد التقلب، وذو سيولة منخفضة فمن المحتمل أن تكون فروق الأسعار واسعة، والعكس صحيح، فعلى سبيل المثال سيكون لأزواج العملات الرئيسية اليورو مقابل الدولار (EUR / USD)  فرق سعر أضيق من أزواج عملات الأسواق الناشئة مثل دولار / الراند الجنوب الأفريقي (USD / ZAR)، ومع ذلك يمكن أن تتغير فروق الأسعار اعتمادًا على عوامل أخرى موضحة أدناه.

قد يكون السبريد ثابتًا أو متغيرًا ويختلف من وسيط إلى آخر ومن زوج عملات إلى آخر. بعض الوسطاء يعرضون سبريدًا ثابتًا يتم تحديده مسبقًا، في حين يمكن لآخرين أن يعرضوا سبريدًا متغيرًا يتأثر بعوامل مثل السيولة والتقلبات في السوق.

من المهم أن يكون المتداولون على علم ب قيمة السبريد المتاحة عند اختيار وسيط للتداول، حيث يمكن أن يؤثر السبريد على تكاليف التداول وأرباحهم النهائية.

عوامل تسبب تغيير السبريد في الفوركس

يتغير الفرق السعري (السبريد) في الفوركس عند تغير الفرق بين سعر البيع والشراء لأزواج العملات، وهذا يدعى السبريد المتغير وهو عكس السبريد الثابت، وضع في اعتبارك أنك عندما تتداول الفوكس ستتعامل دائمًا مع فارق أسعار متغير.

تعد تقلبات السوق أول العوامل المؤثرة على الفارق السعري في الفوركس ويمكن أن تسبب تلك التقلبات اتساع أو ضيق السبريد، وعلى سبيل المثال قد تسبب المؤشرات الاقتصادية الرئيسية في تقوية زوج العملات، أو إضعافه وهذا يؤثر على فارق السعر، فإذا كان السوق متقلبًا يمكن أن تحدث فجوة في أزواج العملات، أو يصبح زوج العملات أقل سيولة وبالتالي يتسع السبريد.

لهذا يجب أن تتابع باستمرار الأخبار الاقتصادية للفوركس والبقاء على اطلاع دائم على الأحداث التي قد تسبب انخفاض سيولة أزواج العملات، وكل ذلك لتعرف متى تكون أمام احتمالية تعرضك لسبريد أوسع، ولكن رغم كل ذلك ضع في عين اعتبارك أنه قد يكون من الصعب التنبؤ بالأخبار العاجلة، أو البيانات الاقتصادية غير المتوقعة.

ومواعيد افتتاح جلسات سوق الفوركس الرئيسية قد تكون من العوامل المؤثرة على الفرق السعري فعندما يكون هناك تداخل في مواعيد عمل أسواق لندن، ونيويورك، وسيدني من المتوقع أن يكون هناك فروق أسعار أقل، وعندما تنتهي جلسة لندن، وتبدأ جلسة نيويورك يمكن أن يكون السبريد أقل أيضًا، وكما ذكرنا أعلاه يتأثر السبريد هو أيضًا بالعرض والطب على العملات فمثلًا إذا كان هناك طلب مرتفع على اليورو فإن القيمة ستزداد.

استراتيجيات السبريد في تداول الفوركس

نظرًا إلى ما ذُكر أعلاه، يمكن لتجار الفوركس اتباع استراتيجية تعتمد على الأحداث المستندة على مؤشرات الاقتصاد الكلي بهدف تداول العملات الأجنبية بفروق أسعار أضيق واقتناص الربح في اللحظات المناسبة، على سبيل المثال إذا تابع المتداولون آخر أخبار التداول والإعلانات الاقتصادية سيتمكنون من توقع التغييرات في سوق الفوركس، والعثور على نقاط دخول، وخروج مناسبة عند فتح مركز، وهذا يدعى بالتداول الذي يحركه الحدث.

ويمكن أيضًا تعزيز استراتيجية السبريد في الفوركس باستخدام مؤشر السبريد الذي عادةً ما يُعرض كمنحني على الرسم البياني يُظهر اتجاه السبريد من حيث صلته بسعر العرض أو سعر الطلب، وبمرور الوقت ستتمكن من فهم منحني السبريد جيدًا، وستعرف أن الفارق السعري سيكون أضيق في الأزواج الأكثر سيولة، وأوسع في الأزواج غير الشائعة، وسيكون أيضًا هناك فارق أقل في أزواج العملات المتداولة بكميات كبيرة مثل الأزواج الرئيسية التي تتضمن الدولار الأمريكي إذ تتمتع هذه الأزواج بسيولة عالية، لكن رغم ذلك لا يزال هناك احتمال تعرضك لفارق سعري واسع إذا حدثت تقلبات اقتصادية.

تأثير السبريد على استراتيجيات التداول في سوق الفوركس

يؤثر السبريد بشكل كبير على استراتيجيات التداول في سوق الفوركس، وإليك بعض التأثيرات الرئيسية التي يمكن أن يكون للفارق السعري على استراتيجيات التداول:

  1. تكلفة التداول: الفارق السعري يعتبر تكلفة للتداول في سوق الفوركس. عند فتح صفقة، يتم دفع الفارق السعري إلى الوسيط، وهذا يعتبر خسارة فورية. لذلك، يجب أن يؤخذ الفارق السعري في الاعتبار عند حساب الأرباح والخسائر المحتملة. الفارق السعري الأقل يعني تكلفة أقل للتداول، ويمكن أن يكون أفضل لاستراتيجيات التداول التي تستهدف أرباح صغيرة وشاملة.

  2. استراتيجيات الاستدارة (Scalping): استراتيجيات الاستدارة تعتمد على الحصول على أرباح صغيرة من تغيرات الأسعار الصغيرة. في هذه الحالة، يكون الفارق السعري ذو أهمية كبيرة، حيث يجب أن يكون منخفضًا لتحقيق أرباح محتملة. المتداولون الذين يستخدمون استراتيجيات الاستدارة يفضلون الفارق السعري الثابت والمنخفض لضمان تنفيذ صفقاتهم بسرعة وبتكلفة معقولة.

  3. استراتيجيات التداول الطويلة الأجل: بالمقابل، استراتيجيات التداول الطويلة الأجل تستهدف التغيرات الكبيرة في السوق وتستمر لفترات طويلة. في هذه الحالة، الفارق السعري المتغير قد يكون أكثر مناسبة، حيث يمكن أن يتوسع الفارق السعري خلال فترات التقلبات الكبيرة ويتيح فرصًا للأرباح الكبيرة. ومع ذلك، يجب أن يتم مراقبة الفارق السعري بعناية لضمان عدم تأثيره سلبًا على الأرباح المحتملة.

يجب أن يتم اختيار استراتيجية في التداول وفقًا لنوع الفارق السعري، وينبغي على المتداولين أيضًا أن يأخذوا في الاعتبار أن الفارق السعري ليس العامل الوحيد المؤثر على تحقيق الأرباح، وإنما يجب أن ينظروا إلى العديد من العوامل الأخرى مثل السيولة، السبريدات العملات، وسرعة التنفيذ عند اختياراستراتيجية التداول المناسبة.

نصائح لتقليل الفارق السعري وتحسين تجربة التداول في سوق الفوركس

  • البحث عن وسيط ذو فروق سعرية منخفضة.
  • تجنب التداول في فترات غير مستقرة.
  • استخدام أوامر معلقة مثل أوامر الستوب وأوامر الحد.
  • مراجعة شروط التداول في منصة التداول المراد استخدامها.
  • تطوير مهارات التحليل الفني والأساسي.
  • احتساب الفروق السعرية في منصة التداول لإدارة المخاطر.
  • تجربة الحسابات التجريبية قبل الدخول في التداول الحقيقي.
  • الاهتمام بالتحليل الفني لتحديد نقاط الدخول والخروج.
  • التواصل مع المجتمع التجاري في منصة التداول التي تستخدمها للحصول على نصائح وتوجيهات.

خاتمة حول السبريد في تداول العملات 

إذًا سبريد الفوركس هو الفرق بين سعر العرض والطلب لأزواج العملات، وعادة ما يُقاس بالنقاط، ومع معرفة العوامل التي تتسبب في اتساع السبريد أو تضيقه أمر ذو أهمية كبيرة عند تداول الفوركس، ومن الأمور الهامة التي يجب وضعها في عين الاعتبار هو الفارق السعري في تداول أزواج العملات الرئيسية بأحجام كبيرة يكون بفارق أقل، أما الأزواج الغريبة سيكون لها فارق سعري أوسع.