تبلغ مدة تجارة العملات والمعادن في سوق الفوركس 24 ساعة، فعند الساعة الخامسة بتوقيت نيويورك تُثبت الصفقات أكثر من 24 ساعة، ويُفرض عليها الفوائد بالحسابات العادية للشركة كل 24 ساعة حيث تقوم شركة الوساطة بدفع الفائدة أو أخذها إذا لم يتم غلق الصفقة قبل الساعة الخامسة من بعد الظهر بتوقيت نيويورك، وهذا يسمى بعملية تبييت العقود المفتوحة الذي يتعارض مع الشريعة الإسلامية لهذا سعت شركات الوساطة إلى توفير حسابات إسلامية تخلو من مثل تلك الفوائد الربوية.
لمحة تاريخية عن الحسابات الإسلامية
يعد التداول الإسلامي ممارسة راسخة في تاريخ الحضارة الإسلامية، حيث نشأت مفاهيمه بالتوازي مع تطور التجارة والاقتصاد في عهد الخلافة الإسلامية.
فمنذ فجر الإسلام حرص المسلمون على اتباع مبادئ الدين السمحة في معاملاتهم المالية، مما أدى إلى ظهور نظام مبتكر للتداول يُلبي متطلبات الشريعة الإسلامية.
فقد برز مفهوم الربا كونه محظورًا شرعيًا منذ بزوغ الإسلام، مما دفع المسلمون إلى ابتكار أساليب بديلة للتداول تُجنبهم الوقوع في هذه المحظورات.
لذلك تم تطوير أدوات مالية جديدة مثل المشاركة، والمرابحة التي تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وقد برزت أسواق مالية مخصصة للتداول الإسلامي مثل أسواق السلع، والخدمات التي يتم فيها تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية على جميع المعاملات.
ثم شهدت العصور الوسطى ازدهارًا في التجارة الإسلامية مما أدى إلى توسع نطاق التداول الإسلامي ليصل إلى مختلف أنحاء العالم.
وقد تم تطوير أدوات ومنتجات مالية إسلامية جديدة تلبي احتياجات التجار، والمستثمرين المسلمين، ثم تأسست مؤسسات مالية إسلامية تقدم خدمات مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وفي العصر الحديث أصبحت الحسابات الإسلامية متاحة لدى العديد من شركات الوساطة المالية حول العالم، وهذا سهّل على المستثمرين الوصول إلى أسواق المال العالمية مع امتثالهم لمبادئ الشريعة الإسلامية.
مميزات الحساب الإسلامي
تُصمم الحسابات الإسلامية لتجنب أي ممارسات تُشبه الربا، مثل الفوائد على الودائع، أو رسوم التمويل.
كما أنها تدار وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، مما يضمن ممارسة أخلاقية ونزيهة للتداول.
بالإضافة إلى ذلك توفر الحسابات الأسلامية مجموعة متنوعة من المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية مثل الأسهم والصكوك الإسلامية وصناديق الاستثمار.
فهم مبادئ حسابات التداول الإسلامية
سنبدأ بتعريف الربا، ونُسلّط الضوء على محاذيره في الشريعة الإسلامية. ثمّ سنشرح مفهوم "التمويل الإسلامي" ونستعرض تطبيقاته في التداول. ونُسلّط الضوء على مبدأ "المشاركة في الأرباح والخسائر" كبديلٍ للربا.
تعريف الربا ومحاذيره في الشريعة الإسلامية
يعد الربا من المحرمات في الإسلام، وهو يشير إلى أي زيادة في المال دون مقابل حقيقي، ويمكن تقسيم الربا إلى نوعين رئيسين هما:
-
الربا النسبي: وهو الزيادة المقررة مسبقًا على القرض، على سبيل المثال 10% سنويًا.
-
الربا الجاهلي: وهو الزيادة المُفرطة التي تُفرض على المقترض المُضطر.
وقد حرم الله تعالى الربا في العديد من آيات القرآن الكريم منها:
-
"يَا أَيّهَا الّذِينَ آَمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرّبَا بِضِعْفٍ مُضَاعَفٍ وَاتّقُوا اللّهَ وَلَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ"
-
"وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا"
أسباب تحريم الربا
-
يُثقل الربا كاهل المقترض ويعيقه عن سداد دينه، مما قد يؤدي إلى إفلاسه.
-
يؤدي إلى تركيز الثروة في أيدي قلة من الناس، ويفقر الغالية الظمي من المجتمع.
-
يُخالف مبادئ العدالة والمساواة التي ترسخها الشريعة الإسلامية.
عواقب الربا
-
حذر الله تعالى من عذابٍ شديدٍ في الدنيا والآخرة لمن يتعامل بالربا.
-
يؤدي الربا إلى خسائر مالية كبيرة للمقترض، مما قد يؤدي إلى إفلاسه.
-
يؤدي إلى تفاقم الفقر والبطالة في المجتمع.
إذًا يعد الربا آفة خطيرة تهدد الفرد والمجتمع، لذلك حرّمه الله تعالى صونًا لكرامة الإنسان، وتحقيقًا للعدالة والمساواة المجتمعية.
مفهوم التمويل الإسلامي وتطبيقاته في التداول
يشير التمويل الإسلامي إلى نظام مالي متكامل يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وهو يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المتعاملين، وفي سبيل ذلك تُستخدم أدوات مالية إسلامية مبتكرة في التداول المضاربة (شراء أصول بهدف بيعها لاحقًا لتحقيق ربح من تقلبات الأسعار)، والمرابحة (شراء سلعة ثم بيعها إلى طرف ثالث مع إضافة ربح متفق عليه مسبقًا)، والمشاركة (استثمار مبلغ من المال في مشروع مشترك مع طرف آخر، وتقاسم الأرباح والخسائر بنسبة متفق عليها).
حيث يعد مبدأ الشراكة في الأرباح والخسائر ركيزة أساسية في التمويل الإسلامية، حيث يُشارك المستثمر والممول في المخاطر المرتبطة بالمشروع، ويُتيح هذا المبدأ للمستثمرين المشاركة في عائدات المشروع المحققة، مع تحمل مسؤولية أي خسائر قد تنتج عنه.
ما هو الحساب الاسلامي لتداول الفوركس؟
في سوق الفوركس بين البنوك تطبق قاعدة التسليم T+2 حيث يتم تسليم العملات المتداولة بعد يومين، ولكن في تداول الفوركس عبر الإنترنت لا يتم التسليم الفعلي للعملات بل يتم ترحيل الصفقات إلى اليوم التالي حتى إغلاقها.
لذلك ومقابل ترحيل الصفقات تُفرض رسوم تُعرف باسم رسوم التبييت التي تحسب بناءً على معدل الفائدة لكل جانب من أزواج العملات.
ولكن لحسن الحظ يُقدم الحساب الإسلامي، أو الحساب الخالي من الفوائد حلًا متوافقًا مع الشريعة الإسلامية حيث يتم التنازل عن رسوم التبييت تلك، مقابل تطبيق عمولات صغيرة على بعض الصفقات تعرف باسم عمولات التمويل.
نتيجة لذلك يمكن لأصحاب الحسابات الإسلامية إبقاء صفقاتهم مفتوحة دون التعرض لأي رسوم إضافية وهذا يتيح لهم مزيدًا من المرونة في إدارة استثماراتهم.
كيفية فتح حساب إسلامي في 4 خطوات بسيطة
تُتيح لك الحسابات الإسلامية فرصةً فريدةً للتداول في أسواق المال العالمية مع الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية. وبفضل الخطوات البسيطة المُوضّحة أدناه، ستتمكن من فتح حسابٍ إسلاميٍّ بسهولةٍ وبدء رحلتك الاستثمارية المُوفّقة.
-
اختيار شركة وساطة مالية موثوقة
هناك شركات وساطة توفر دائمًا حسابات اسلامية للمسلمين الذين لا يريدون الاستثمار أو التداول بحسابات تحمل أوجه من الشبهة، حيث يمكنك الاختيار من بيها، ولكن يجب عليك مقارنة عروض شركات الوساطة المختلفة، والخدمات التي يقدمونها، مع التأكد من مطابقة الحسابات لأحكام الشريعة الإسلامية.
-
إكمال عملية التسجيل
بعد اختيار شركة الوساطة يجب عليك إنشاء حساب تداول إسلامي عبر منصتها، حيث يتوجب عليك إدخال بياناتك الشخصية، والمعلومات الأخرى المتعلقة بالحساب، ثم حمّل مستنداتك مثل إثبات الهوية، والمستندات المالية المطلوبة.
-
تمويل حسابك
اختر طريقة الإيداع المناسبة لك إن كانت تحويل بنكي، أو بطاقة ائتمانية، أو ما إلى ذلك، ثم ادخل المبلغ المتوافق مع شروط فتح الحساب، وتأكد من وصول الأموال إلى حسابك.
-
تفعيل الحساب
لم يتبقى أمامك سوى خطوة واحدة تتمثل في التواصل مع ممثل خدمة العملاء لتفعيل حسابك الإسلامي، ثم الإجابة على أي أسئلة يطرحها عليك الممثل، بعد ذلك يمكنك الانطلاق في رحلة التداول الإسلامي.