تشير إجراءات الشركات في سوق الأسهم الأمريكية إلى الأحداث، أو القرارات المهنية التي تتخذها شركة مساهمة عامة والتي يمكن أن يكون لها تأثير على المساهمين، والسوق ككل، وعادة ما تُتخذ هذه الإجراءات من قبل إدارة الشركة، أو مجلس الإدارة، ويمكن أن تتضمن أنشطة مختلفة تؤثر على القيمة السوقية، أو المركز المالي للشركة.
إجراءات الشركات ومتغيرات سوق الأسهم الأمريكية
تأثير الشركات على سوق الأسهم الأمريكية عميق وبعيد المدى، حيث تلعب الشركات دورًا قويًا في أداء سوق الأوراق المالية، فكل إجراءات الشركات لها تأثيرات عديدة تؤدي إلى حصول متغيرات في سوق الأسهم والتي تتمثل في:
-
توزيعات الأرباح
عندما تحقق شركة ما ربحًا سيصبح أمامها عدة خياران إما إعادة استثمارها في الأعمال التجارية بهدف التوسع أكثر، أو توزيعها على المساهمين على شكل أرباح وهذا ما يسمى بتوزيعات الأرباح التي يمكن أن يكون لها تأثيرات عديدة على سوق الأسهم الأمريكية تتمثل فيما يلي:
تحسين دخل المستثمر وبالتالي زيادة الطلب
توفر توزيعات الأرباح مصدرًا مباشرًا للدخل للمستثمرين الذين يمتلكون أسهمًا تدفع أرباحًا، حيث يجذب هذا الدخل المستثمرين الباحثين عن الحصول على تدفق نقدي منتظم يحقق لهم الدخل المستقر، كما يمكن أن تؤدي أرباح الأسهم إلى زيادة الطلب على الأسهم التي تدفع توزيعات الأرباح مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.
التأثير على معنويات المستثمر وثقة السوق
غالبًا ما يُنظر إلى توزيعات الأرباح على أنها علامة على الحالة الصحية المالية للشركة ومدى استقرارها، حيث يمكن النظر للشركات التي تقدم أرباحًا مستمرة والتي تزيد أرباحها بمرور الوقت على أن لها آفاق مستقبلية واعدة، وهذا الشعور يجذب المستثمرين لشراء أسهم مثل تلك الشركات، وهذا كله يؤدي كله يؤدي إلى زيادة الثقة بأسهمها بشكل عام.
إعادة استثمار توزيعات الأرباح
يختار بعض المستثمرين إعادة استثمار أرباح الأسهم في نفس الشركة عبر برنامج يدعى (DRIPs) أو عبر شراء أسهم إضافية يدويًا، ومن الممكن أن تؤدي إعادة الاستثمار هذه إلى زيادة الطلب على السهم مما قد يؤدي إلى ارتفاع سعره.
استراتيجيات التقاط الأرباح
تعني استراتيجيات التقاط الأرباح شراء الأسهم قبل تاريخ توزيع الأرباح مباشرة للحصول على الأرباح ثم بيع السهم بعد ذلك بوقتٍ قصيرٍ، قد لا تؤثر هذه الاستراتيجية قصيرة المدى على السوق ككل إلا أنها قد تخلق تقلبات مؤقتة في أسعار الأسهم الفردية.
-
تجزئة الأسهم
تشير تجزئة الأسهم إلى تقسيم شركة ما أسهمها الحالية إلى عدة أسهم، والغرض من ذلك هو زيادة عدد الأسهم القائمة مع تقليل سعر السهم، فالهدف الرئيسي من تجزئة الأسهم هو جعلها ميسورة التكلفة، ومتاحة لمجموعة أكبر من المستثمرين بسبب انخفاض سعرها، وتأمل الشركات من هذا التصرف إلى زيادة سيولة أسهمها وبالتالي جذبها للمزيد من المستثمرين.
يمكن أن تكون لتجزئة الأسهم تأثيرات عديدة على سوق الأوراق المالية وعلى كافة الأسهم الفردية الأخرى التي تخضع للتجزئة، والسوق ككل، وفيما يلي بعض التأثيرات الرئيسية لها على سوق الأسهم الأمريكية:
زيادة السيولة
تزيد عمليات تجزئة الأسهم من عدد الأسهم القائمة مع تخفيض سعر السهم ليصبح في متناول عدد أكبر من المستثمرين وبالأخص الذين لديهم راس مال صغير، مما يؤدي إلى زيادة حجم التداول، والسيولة للسهم.
التأثير النفسي لتجزئة الأسهم
يمكن تحدث تجزئة الأسهم تأثير نفسي قوي على المستثمرين فقد يؤدي انخفاض سعر السهم بعد التجزئة إلى إتاحة أجزاء أسهم بتكلفة مقبولة، مما يؤدي إلى زيادة اهتمام المستثمرين به، وهذا يمكن أن يجذب مستثمرين جدد مما يؤدي إلى ارتفاع سعره.
التأثير على مؤشرات سوق الأسهم
قد تؤثر تجزئة الأسهم أيضًا على مؤشرات السوق، فعندما يحدث تقسيم الأسهم لشركة تشكل جزءًا من مؤشر أسهم رئيسي مثل S&P 500، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تغييرات في تكوين المؤشر وهذا قد يؤثر على أداء السوق على نطاق واسع.
-
الاندماج والاستحواذ
يشير مصطلح الاندماج والاستحواذ إلى توحيد شركتين، أو أكثر، إما عبر دمج شركتين متساويتين وهذا يسمى بالاندماج، أو الاستحواذ على شركة ما من قبل شركة أخرى، وهما قرارات عمل استراتيجية تهدف إلى الجمع موارد الشركات، وقدراتها، وحصصها في السوق، وخبراتها لتحقيق أهداف مختلفة مثل النمو الأكبر، والتنويع، وزيادة قيمة الأسهم.
يمكن أن تكون لعمليات الاندماج والاستحواذ تأثيرات مختلفة على سوق الأسهم الأمريكية، وفيما يلي بعض التأثيرات التي تحدثها:
معنويات السوق والثقة فيه
يمكن أن يشير نشاط الاندماج والاستحواذ إلى معنويات السوق الإيجابية، والثقة في الاقتصاد، فعندما تنخرط الشركات في مثل تلك العمليات فهذا يشير إلى الاعتقاد بأن فرص النمو المستقبلية ستكون أفضل، وهذا يعزز ثقة المستثمرين مما يؤدي إلى خلق حالة تفاؤل في السوق بشكل عام.
تقلبات السوق
يمكن أن تؤدي إعلانات الاندماج، والاستحواذ إلى تقلبات في سوق الأسهم الأمريكية، لأنها تخلق حالة من عدم اليقين بين المستثمرين تؤدي إلى زيادة نشاط البيع والشراء حيث يحاول المستثمرون توقع آثار صفقة الاندماج والاستحواذ، ونتيجة لذلك قد تشهد أسعار الأسهم تقلبات أكبر خلال هذه الفترة، ويصبح السوق أكثر حساسية لأي أخبار، أو تطورات ترتبط بعملية الاندماج والاستحواذ مما يؤدي إلى التسبب بالتحركات الكبيرة في الأسعار.
التأثير على القطاع والصناعة
غالبًا ما تحدث نشاطات الاندماج والاستحواذ داخل قطاعات أو صناعات محددة، فقد يؤدي اندماج أو استحواذ كبير داخل قطاع ما إلى تأثر الشركات الأخرى في نفس الصناعة، ويمكن أن يؤدي هذا التأثر إلى زيادة النشاط والتقلب في أسهم الشركات الأخرى.
التغييرات في القيمة السوقية
اعتمادًا على حجم الصفقة يمكن أن يؤدي نشاط الاندماج أو الاستحواذ إلى تغيير القيمة السوقية للشركات المعنية، ويمكن أن يؤدي هذا النشاط إلى تغييرات كبيرة في أسعار الأسهم الفردية، أو ترتيب الشركات ضمن مؤشرات السوق.
-
إعادة شراء الأسهم
تشير عمليات إعادة شراء الأسهم إلى شراء الشركة لأسهمها القائمة من المساهمين الحاليين، وتتضمن هذه العملية استخدام الشركة لأموالها المتاحة لإعادة شراء أسهمها إما من السوق المفتوحة، أو مباشرةً من المساهمين، ولهذا العامل المؤثر تأثيرات قوية على سوق الأسهم الأمريكية وهي تتمثل فيما يلي:
زيادة عائد السهم (EPS)
بعد تقليل عدد الأسهم القائمة يمكن أن تؤدي عمليات إعادة شراء الأسهم إلى زيادة أرباح الشركة لكل سهم، وهذه الزيادة في عائد السهم يمكن أن تجذب المستثمرين، وربما تؤدي إلى ارتفاع سعر أسهم الشركة.
دعم أسعار الأسهم
عندما تعلن شركة ما عن برنامج إعادة الشراء فإنها تستخدم مواردها المالية لإعادة الشراء تلك، وهذا يؤدي إلى زيادة ثقة المستثمرين بها نظرًا إلى أنها تمتلك موارد مالية كافية ساعدتها لتخطو تلك الخطوة، وتلك الثقة الزائدة تؤدي إلى ارتفاع سعر سهمها أيضًا.
إرجاع رأس المال للمساهمين
إعادة شراء الأسهم تمكّن الشركات من إعادة رأس المال إلى المساهمين، وعند تقليل عدد الأسهم القائمة سيمتلك المساهمون الباقون جزءًا أكبر من الشركة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة قيمة أسهم المساهمين مما يعزز عوائدهم.
تؤثر إعادة شراء الأسهم على مؤشرات السوق
يمكن أن تؤثر عمليات إعادة شراء الأسهم على مؤشرات السوق، فعندما تعيد الشركات شراء أسهمها سنخفض ترتيبها في المؤشرات وهذا يمكن أن يؤثر على أداء وتكوين المؤشرات مما قد يؤثر على استراتيجيات الاستثمار المرتبطة بتلك المؤشرات.
-
إصدارات المكافآت
غالبًا ما يُشار إلى إصدارات المكافآت على أنها وسيلة تستخدمها الشركات لمكافأة مساهميها عبر تقديم أسهم إضافية لهم دون أي يدفعوا أي تكلفة، هذا يمكن أن يخلق شعورًا إيجابيًا بين المستثمرين، ويجذب أيضًا مستثمرين جدد، ومع ذلك فإن تأثير إصدار المكافآت على سوق الأسهم الأمريكية يمكن أن يكون قصير الأجل، وقد يختلف تبعًا لظروف السوق، ومعنويات المستثمرين، فقد يختار بعض المستثمرين بيع أسهمهم التي حصلوا عليها من المكافآت وهذا يؤدي إلى زيادة حجم التداول وتقلب الأسعار، وبشكل عام تؤثر إصدارات المكافآت على تغيرات العرض والطلب للسهم مما يؤثر على سعر السوق ونشاط التداول.
-
عروض الأسهم
عندما تعلن شركة عن عروض الأسهم فهي تتيح للمساهمين الحاليين فرصة شراء أسهم إضافية بسعر مخفّض، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات عديدة على السوق.
أولًا، يمكن أن تؤدي عروض الأسهم إلى زيادة المعروض من الأسهم مما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في سعر السهم، وهذا يمكن أن يخلق فرص شراء للمستثمرين الذي يرون أن السعر المخفّض عامل محفز للدخول.
ثانيًا، توفر عروض الأسهم وسيلة لزيادة رأس مال الشركات حيث يمكنها استخدام الأموال الناتجة عن العروض لأغراض مختلفة مثل تخفيض الديون، أو تنفيذ خطط التوسع في التمويل، أو تمويل الاستحواذ على شركة أخرى، أو ما إلى ذلك.
-
توحيد الأسهم
إحدى إجراءات الشركات التي تؤثر على سوق الأسهم الأمريكية هي تجزئة الأسهم العكسية، أو كما بمصطلح أبسط "توحيد الأسهم" وهي تشير إلى تقليل الشركات لعدد أسهمها القائمة عبر توحيد أسهمها الحالية، وهذا بالطبع يؤدي إلى ارتفاع قيمة الأسهم الموحدة.